ياسين بونو.. ابن الوداد في عرين “الأسود”

بنظرة ثاقبة كصقر وقامة ترهب الخصوم، يقف ياسين بونو أمام مرمى الأسود سدا منيعا على خطوط الدفاع الإفريقية، فهذا الأسد الإفريقي أعلنها حربا لا هوادة فيها، ممنوع المرور من هنا!!  …هنا ياسين بونو، الحارس الذي رأى النور في 5 أبريل 1991 بمونتريال بكندا، إذ ولد لعائلة هاجرت إلى كندا قبل ولادته، ليقضي هناك 7 سنوات ويخطو الخطوة الأولى وهو ابن السابعة مع فريق إمباكت الكندي سنة1998، لكن عودة العائلة إلى المغرب في السنة الموالية غيرت مساره للوداد فكان أن التحق بالفرق العمرية لنادي الوداد من 1999 إلى 2010 قبل أن يلتحق بفريق الكبار بداية من موسم 2010، وتنبأ له الزاكي حينها بمسار حافل، وها هو اليوم يثبت للجميع أنه خير خلف لخير سلف.
بعد الوداد، داعب بونو حلم النجومية مع أتلتيكو مدريد لموسمين 2012/ 2014 وجاور بعدها ريال سرقسطة وخيرونا كمعار، لكنه عاد عودة جبارة مع فريق إشبيلية بداية من سنة 2019 الذي حقق معه الحلم الأوروبي، إذ كان واحدا من الذين صنعوا التاريخ في اليوروبا ليغ بتصديه لضربة جزاء أمام ولفر هامبتون لينتقل الفريق الإشبيلي إلى نصف النهائي وهذه المرة كان الخصم مانشستر يونايتد ليتعملق ابن المغرب مرة أخرى بتصديه لتسديدات حاسمة جعلته رجل المباراة.
لم يكتف الأسد فشهيته للانتصارات كانت لا تقاوم، فتعملق من جديد في النهائي بتصديه لانفرادية لوكاكو وتسديدات أخرى ليدخل التاريخ كأول حارس مغربي يفوز بلقب أوربي.
حارس عرين الأسود بكل هذا التألق الذي جعله واحدا من أفضل حراس المرمى في العالم، دخل لقاء غانا  دخول الفاتحين، يجر وراءه خبرة احترافية وسمعة دولية، فكان سببا في تحول مجرى اللقاء بتصديه لكرة كانت في طريقها للمرمى، هي ثوان لا غير، كان يمكن أن تداعب الكرة الشباك، لكن بونو كان هناك في الزمان والمكان وبقفزة لا يتقنها إلا الكبار حول اتجاه الكرة، ليرتفع هرمون التحدي و يسجل الأسود هدفا في الدقيقة 83 بطعم خاص جعل الإعلام الأوروبي يتحدث بانبهار، فكتبت ليكيب الفرنسية و سيمانا الإسبانية عن التدخل الرائع والبطولي لأسد الأطلس العملاق .
ياسين بونو، الآن، يبصم على مسار بحروف من ذهب، كحارس للمنتخب الوطني الذي لعب له منذ 2013 ليصبح الحارس الأساسي في السنتين الأخيرتين.
إفريقيا الآن، ستسمع زئير أسد لا يرضى بدخول أحد لعرينه، وقد يخرج في رحلة قنص للأهداف، وهو الذي فعلها مع إشبيلية ضد بلد الوليد ذات جولة من الدوري الإسباني، فنزل بكل ثقله إلى مرمى الخصم وسجل هدفا رائعا ليكون بذلك أول حارس عربي وإفريقي يسجل هدفا في الدوريات الخمس الكبرى.
ماما إفريقيا، ستتذكر اسم “ياسين بونو” جيدا، فغانا كانت المحطة الأولى، ولن تكون الأخيرة، في رحلة ياسين التي بدأت هنا والآن، من الكاميرون.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي