“الرئيس إيتو”.. اللاعب الذي سجل آخر أهدافه في مرمى “فيفا”

بصلابة عود ورباطة جأش وقف كصخرة أمام مراوغات الفيفا ومطالبها بإلغاء العرس الكروي، حاملا رسالة أمل للأفارقة وقاطعا مع عهود من التبعية.
الرجل الأسمر صامويل إيتو رئيس برتبة هداف فهو يتربع على عرش هدافي الكأس الأفريقية برصيد 18 هدفا وفاز بجائزة أحسن لاعب إفريقي سنوات 2003 ،2004 ،2005 و2010.
فاز برئاسة الاتحاد الكاميروني في شهر ديسمبر الماضي، ليتخذ قرارات حاسمة غيرت من صورة إفريقيا الخاضعة وهو الذي عانى طويلا من العنصرية في ملاعب أوروبا .
صامويل إيتو الرجل الأربعيني جاء ليكمل مسيرة رياضية بدأت من أكاديمية كادجي في مدينة دوالا الكاميرونية حيث لقب حينها ب ” ميلا الصغير” تشبيها له بمواطنه “روجي ميلا” ، لكن طموحات إيتو سافرت به إلى فرنسا حيث حط الرحال كمهاجر غير شرعي بحثا عن حلم الشهرة الذي داعبه منذ الصغر، فجرب مرارة الرفض من عدة أندية فرنسية نتيجة وضعيته غير القانونية إلى أن اقتنصته عيون صائدي المواهب ليلتحق سنة 1997 بأكاديمية ريال مدريد وهو في عامه السادس عشر ، حينها كان الفريق الملكي يعج بالنجوم، فتمت إعارة الفتى الأسمر مرات عديدة إلى أن استقر به المقام بمايوركا التي أعلنت عن ولادة نجم إفريقي، ليصنع بعدها المجد مع برشلونة بأقدامه الذهبية في الفترة من سنة 2004 إلى 2009 ويكون بذلك الهداف الذي ترتعد له فرائص المدافعين وأكمل إيتو بعدها مسيرته المتألقة بمجموعة من الأندية يبقى اهمها انتر ميلان وتشيلسي.
إيتو سجل اسمه بمداد من ذهب في تاريخ منتخب بلاده بمشاركته في 188 مقابلة سجل خلالها 56 هدفا، وسطر مع زملائه ملحمة الفوز بكأس الأمم الأفريقية سنتي 2000 و2002.
صامويل إيتو لم يكتفي بغزو الشباك بل سطر قصائد حب بعمله الخيري ومبادراته الإنسانية كما بحسه التجاري الذي جعله أحد الفاعلين في قطاع الاتصالات الكاميروني ومالكا لخط ازياء عالمي ينتج القبعات والأحذية الرياضية ويحمل اسم Eto’o….هي كلها خطوات جعلت من صامويل إيتو رجل المرحلة في الكاميرون .
إيتو الذي اعتزل اللعب الدولي سنة 2014 عاد للمجد الإفريقي من بوابة رئيس الاتحاد. الكاميروني وبإصراره على إقامة العرس الإفريقي في موعده دخل التاريخ مرة أخرى من بابه الواسع فقليل من رجالات إفريقيا من يرفعون اللاءات أمام ثعالب الفيفا، ولم يكتفي بذلك بل طالب برفع عدد المقاعد المخصصة لإفريقيا في كأس العالم. فإفريقيا التي أنجبته وآخرين قادرة على المنافسة والعطاء الكروي.
الرئيس الهداف رفع سقف الطموحات عاليا وأعاد لإفريقيا الأمل وهو يقول: “إن لم نفعلها لأنفسنا فلن يفعلها لنا الآخرون” هي لحظة تاريخية بدون شك، فالجميع عهد رؤساء إفريقيا خانعين صاغرين يرددون إملاءات “ماما فيفا”، نحن إذن أمام صورة للتاريخ، فكما أتحفنا في ملاعب الكرة، يصر إيتو، من جديد، على مداعبة القرارات الجميلة ورميها في شباك فيفا لتهتز كل إفريقيا على إيقاع فرح وأمل أجهض سنوات، ويستمر التصفيق عاليا لإيتو “الهداف الرئيس”.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي