ستستفيد شركة “ألزا بيس” التي تدبر قطاع النقل الحضري بمدن الرباط سلا وتمارة من دعم سخي للمرة الثانية بقيمة 20 مليار سنتيم بعد دعم سابق بقمية 15 مليار سنتيم.
المبلغ سيخصص في جزء منه لتغطية تهرب الشركة من التزامات استثمارية وذلك عبر إقتناء 120 حافلة إضافية منها 60 حافلة هجينة بطول 15 متر، 60 حافلة كهربائية، منها 30 بطول 18 مترًا و30 بطول 15 مترًا.
وكانت الشركة التي تواجه نزاعا مزمنا مع الشريك المغربي بمحاكم دولية قد استفادت في وقت سابق من 100 حافلة مجانية قبل أن تقول بعد ثلاث سنوات فقط من الاشتغال أنها تعاني من عجز مالي يقدر ب24 مليار سنتيم .
قيمة الدعم التي تمت ناقشته في مجموعة التجمعات العاصمة يعني وفق مصادر ميديا 90 أن الشركة الاسبانية دخلت بصفر درهم، وصرت تعيش على إمدادات من المال العام بعد الحديث عن إرباك في عدد من الخطوط التي صارت بدون مردودية مع ترحيل الآلاف من قاطني دور الصفيح لوجهات جديدة ونائية يتعين العمل على تغطيتها.
وحسب مصادر ميديا90 يرتقب التفاوض من أجل اقتناء حافلات تابعة للشركة بالدار البيضاء في حال وجود فائض بالنظر للعجز الكبير في تغطية عدد من الخطوط واحتجاجات ساكنة عدد من الأحياء بسبب غياب النقل.
سيناريو “فيوليا” الفرنسية
العجز الذي تدعيه شركة “ألزا” الاسبانية أعاد للواجهة قيمة العجز المالي الذي ادعته شركة “فيوليا” الفرنسية من خلال شركة “ستاريو” ،قبل أن تغادر المغرب بعد أن قالت أنها راكمت خسائر بقيمة 40 مليار سنتيم.
وعزت شركة “ألزا بيس” هذا العجز الفادح لغلاء ثمن المحروقات رغم وجود دعم من وزارة الداخلية.
كما بررت العجز المالي بضعف حصتها من المسافرين بسبب المنافسة، مشيرة إلى أن التوقعات كانت تراهن على 100 مليون مسافر سنويا في حين استقر الرقم في حدود 73 مليون فقط .
كما قالت أن تحقيق التوزان المالي للشركة يقتضي رفع تسعيرة التذكرة لتصل ل6 دراهم ونصف .
الشركة التي لازالت تتملص من تنفيذ عدد من البنود الواردة في دفتر التحملات أقرت في وقت سابق بأن أسطولها لم يبلغ عدد الحافلات المتفق عليه حيث تعمل حاليا ب 360 حافلة فقط عوض 400 حافلة.
عمدة سلا في قفص الاتهام
ووفق المعطيات ذاتها فإن الشركة التي تستفيد من دعم سخي بالملايير من المال العام، لم تبادر إلى الآن لاقتناء أسطول الحافلات الكهربائية، وفق ما هو متفق عليه في العقد.
كما عمدت لإنجاز محطات عبارة عن عمود حديدي بشكل مهين للركاب عوض المحطات التي تنجزها الشركة في عدد من الدول التي تنشط بها.
الشركة تجاوزت ذلك إلى حذف بعض الخطوط ذات المردودية الضعيفة، وقامت ببرجمة خاصة بها مستغلة تقصير وضعف أداء عمر السنتيسي عمدة سلا باعتباره رئيس مجموعة التجمعات التي تدبر قطاع النقل الحضري.
وأوردت ذات المصادر أن عمر السنتيسي يتهرب من فتح ملف تجاوزات الشركة التي استفادت من المسار المترنح لصفقة النقل الحضري لتفرض شروطها
وكانت الشركة قد حاولت في وقت سابق إغلاق باب الانتقادات التي تلاحقها من خلال إدعاء ضعف المداخيل مالية.
تبرير رد عليه أعضاء بالمجموعة بضرورة تبني الشفافية من طرف الشركة، و كشف مسار الصفقة، و وضعية الخدمة بالقطاع في ظل تهرب الشركة من تنفيذ عدد من تعهداتها الاستثمارية و لجوئها الدائم لإعادة جدولة الخطوط.
واستغربت مصادر مقربة من الملف لصمت السنتيسي إزاء تكتم الشركة عن جميع التفاصيل المالية، وشروعها في ادعاء تسجيل العجز في الوقت الذي استفادت منه من دعم سخي بملايين الدراهم من المال العام خصص لشراء 150 حافلة.
وكان مسؤول بالشركة الاسبانية قد تهرب ايضا من تقديم تبريرات واضحة لعدم تفعيل عدد من الالتزامات الواردة في دفتر التحملات.
واكتفى بإشهار أن الشركة ستدخل في نفق عدم الربحية بسبب الظروف التي رافقت انطلاق عملها بعد فرض قيود حدت من حركة النقل بسبب وباء كورونا.
تعليقات ( 0 )