بالأرقام.. هكذا يقضي المسنون المغاربة أوقاتهم اليومية

كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن الوقت المخصص للحاجيات الفسيولوجية والأنشطة الترفيهية، يستحوذ على أكثر من ثلثي اليوم لدى الأشخاص المسنين.
وقالت المندوبية في مذكرة لها حول “استعمال الوقت اليومي عند الأشخاص المسنين في المغرب” إن “الوقت الفيزيولوجي (النوم، الوجبات، العناية الشخصية) يشغل ما يقرب من نصف يوم واحد (46.4 في المائة) لدى لأشخاص المسنين مقابل 43.8 لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و59 سنة، أي بمتوسط 11 ساعة و 8 دقائق في اليوم (11 ساعة و24 دقيقة بالوسط الحضري و10 ساعات و45 دقيقة بالوسط القروي)”.
وأضافت المذكرة أنه مع التقدم في السن يرتفع متوسط الوقت الذي يخصصه المسنون للحاجيات الفسيولوجية، منتقلا من 10 ساعات و 46 دقيقة للأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 60 و 69 سنة إلى 11 ساعة و39 دقيقة لدى البالغين 70 سنة فما فوق.
وتابعت المذكرة أن “العمل المهني يشغل نسبة 8.3 في المائة من اليوم الواحد لدى الأشخاص المسنين، وهي نسبة أقل من تلك التي يخصصها الأشخاص له في سن النشاط (14.7 في المائة)”.
ووفق المصدر ذاته، يبلغ هذا الوقت في المتوسط ساعتين، ويتفاوت بين ساعة و25 دقيقة في الوسط الحضري إلى ساعتين و52 دقيقة بالوسط القروي، مشيرا إلى أن هذا التفاوت يرجع ذلك إلى أن الأشخاص المسنين في الوسط القروي “نادرا ما يتقاعدون”.
من جانبه، يحتل الزمن المخصص للأنشطة المنزلية نسبة 8.8 في المائة من يوم واحد لدى الأشخاص المسنين مقارنة بـ 11% في المائة عند الأشخاص في سن النشاط، أي بمتوسط ساعتين و 6 دقائق.
أما بقية اليوم، تضيف المذكرة، فهي “مخصصة بشكل رئيسي للأنشطة الترفيهية، حيث يقضي فيها كبار السن في المتوسط 5 ساعات و 16 دقيقة يوميا، أي أقل بقليل من ربع وقتهم اليومي (22 في المائة)، فيما تصل هذه النسبة إلى 18.5في المائة عند الأشخاص النشيطين.
وزادت المذكرة أنه “نظرا لتوقف أنشطتهم المهنية، يمثل وقت الفراغ لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 70 سنة جزء مهم من يومهم مقارنة بأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 69 سنة، أي حوالي 5 ساعات و 41 دقيقة مقابل 4 ساعات و 57 دقيقة”.
وفيما يتعلق بالممارسات الدينية والتواصل الاجتماعي، أفادت معطيات المندوبية بأن كبار السن يخصصون 7.8 في المائة من وقتهم اليومي للممارسات الدينية، و6.2 في المائة للتواصل الاجتماعي، أي بمتوسط ساعة و 53 دقيقة وساعة و29 دقيقة على التوالي في اليوم (مقابل 52 دقيقة، وساعة و7 دقائق على التوالي بالنسبة للأشخاص في سن النشاط).
المذكرة، أشارت أيضا إلى أن النساء يخصصن ما يقارب أربعة أضعاف الوقت في الأنشطة المنزلية ويخصص وقتا أقل بثلاث مرات في الأنشطة المهنية مقارنة بالرجال.
وترى المندوبية أن أوجه عدم المساواة بين الرجل والمرأة، في الأسرة وفي العمل لاتزال قائمة بين المسنين حتى لو كانوا ، بشكل عام، لا يشكلون جزءا من السكان النشطين ولا يتحملون المسؤوليات الأبوية، مشيرة إلى أن النساء المسنات يخصصن في المتوسط وقتا أطول بـ 3.7 مرات في الأنشطة المنزلية مقارنة بنظرائهن الرجال، بمعدل 3 ساعات و14 دقيقة يوميا، مقابلة 52 دقيقة للرجال المسنين، الذين يحصلون في المتوسط على وقت فراغ أكثر بساعة واحدة يوميا من النساء، حيث يقضون هذا الوقت الإضافي بشكل أساسي في التنزه أو المشي أو مشاهدة التلفاز.
واستطردت المذكرة أنه “للأنشطة الترفيهية تأثيرات مختلفة على رفاه كبار السن، فبعض منها تساعد في الحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة، في حين أن بعضها الآخر أقل فائدة لأنها يمكن أن تساهم في العزلة الاجتماعية”.
وزاد المصدر نفسه موضحا: “يتم قضاء أغلبية أوقات الفراغ ( 87 في المائة) في المنزل، حيث تحتل مشاهدة التلفاز مكانة بارزة بين هذه الأنشطة الترفيهية داخله، إذ يقضي الأشخاص المسنين في المتوسط ساعتين ودقيقتين يوميا أمام شاشة التلفاز، بينما ينخفض هذا الوقت مع التقدم في السن، حيث ينتقل من ساعتين و9 دقائق لدى البالغين 60 و69 سنة إلى ساعة و51 دقيقة يوميا لدى البالغين 70 سنة فما فوق”.
ورصدت المذكرة أن أنشطة الراحة والقيلولة تستغرق ساعة و23 دقيقة وساعة و9 دقائق على التوالي من الوقت اليومي للأشخاص المسنين، لافتة إلى أن التقدم في السن يؤدي إلى زيادة الأنشطة السلبية.
وبحسب المصدر عينه، يقضي الأشخاص المسنين الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و69 سنة ما يناهز ساعة و4 دقائق في الراحة وساعة ودقيقتين في القيلولة، بينما يخصص الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عاما وأكثر وقتا أطول بساعة و49 دقيقة وساعة و19 دقيقة على التوالي.
أما بخصوص بقية أوقات الفراغ، فقالت المندوبية في مذكرتها إنها “تخصص “بشكل أساسي للأنشطة الترفيهية خارج المنزل وتتكون من المشي والتنزه بمتوسط وقت يبلغ 30 دقيقة يوميا (53 دقيقة للرجال مقابل 8 دقائق فقط للنساء). فيما تعتبر ممارسة الرياضة هامشية للغاية لدى كبار السن، حيث لا تكاد تتجاوز دقيقتين في اليوم، بحسب ما جاء في المذكرة.