استعاد الدجاج قدرته على الطيران بعد أن قفز سعره من13دراهم للكيلو غرام، إلى أزيد من25درهما.
حدث هذا في ظرف وجيز، وبمبررات تم الاجتهاد في طرزها، وتسويقها،لإخفاء حقيقة هذا الارتفاع الصاروخي الذي طال مادة أساسية بالنسبة لفقراء هذا البلد وعموم مواطنيه.
موجة الغلاء والزيادات لم تتوقف عند حدود الدجاج بل تجاوزته إلى فواتير الماء والكهرباء، و الخضر والفواكه، وعدد من المواد والسلع التي عرفت أثمنتها ارتفاعا يأتي في سياق اجتماعي جد مأزوم بفعل تداعيات الغلاء الذي وجه ضربة قاصمة لميزانية ملايين الأسر، وصار يهدد بجر أزيد من ثلاثة ملايين مغربي إلى نادي الفقر .
موجة الغلاء التي تعمل اليوم على استنزاف ما تبقى من قدرة شرائية لدى المواطنين، تتزامن أيضا مع حالة الكساد شبه التام الذي تعرفه عدد من القطاعات، وأيضا حالة الركود التي تلاحق ملايين التجار والحرفيين ممن صاروا يعملون فقط من أجل سداد واجبات الكراء، وفواتير الماء والكهرباء والضرائب.
وضع تتعامل معه الحكومة بلامبالاة تامة.
هذا رغم أن تداعياته صارت تترجم في احتجاجات عرفتها عدد من المدن على خلفية زيادات كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكاس وأخرجت الناس للشارع على قلتهم للتنديد بتجاهل الحكومة لأوضاعهم، ومعاناتهم.
ملايين المغاربة يرددون اليوم لازمة أن “الحالة واقفة”، وهي لازمة لم تمنع من استمرار مد الغلاء الذي صار يشكل تهديدا صريحا للسلم الاجتماعي، خاصة وأن موجة الزيادات لن تتوقف وستطال المزيد من السلع والمواد بفعل إجراءات حكومة اخنوش.
لقد حاربت الدولة في وقت سابق وبكل شراسة تنسيقيات مناهظة الغلاء واستعملت الهراوة لإخماد صوتها الذي كان موجها بالأساس ضد شركات التدبير المفوض للماء والكهرباء والنقل.
لكن الغلاء اليوم تجاوز كل الحدود.
كما صارت الاحتجاجات عفوية ومنفلتة، وهو ما يتعين على الحكومة أن تتعامل معه ليس ب”الهرواة” كما تفعل دائما، بل بتحمل مسؤولتيها في تخفيف العبء عن المغاربة، و إطفاء نار الغضب الشعبي الذي يختلج في الصدور.
مصطفى الحجري
تعليقات ( 0 )