“كولها للي سيفطك” التي نطق بها رئيس الحكومة السي عزيز اخنوش وهو يرتدي قبعة رئيس المجلس الجماعي لأكادير كافية جدا لفهم المنطق الذي يفكر به هذا الرجل.
هو ذات المنطق الذي جعله يتوعد يوما بإعادة تربية المغاربة جميعا ردا على حملة المقاطعة.
اخنوش وعوض أن يبادر للاستماع لشكاية من وراء سياج حديدي مرفقة بعبارة “ارحل” فضل أن يركب سيارته وهو يتفوه بجملة تعكس أن ثقة الرجل في شعبيته منعدمة.
الرجل مهووس بنظرية التخوين والمؤامرة التي تجعل أي انتقاد له مرتبط بمخطط وأجندة، تماما كما فعل مدير عام وكالة المغرب العربي للأنباء الذي حول مؤسسة رسمية تدبر من أموال المغاربة إلى بوق للدفاع عن أخنوش في مواجهة هاشتاغ “إرحل”.
اخنوش الذي سخر المئات من “الرموكات” في الحملة الانتخابية للوصول للفجاج العميقة، والمداشر المنسية، والقرى المهجورة، بمبرر الإنصات للفقراء والمهمشين، هو ذاته الذي رأينا كيف اختفى في سيارته، بعد ان أصابته كلمة “إرحل” مثل رصاصة، دون أن يكلف نفسه عناء الاستماع لمغربي مقهور يرفع شكواه من وراء سياج رغم أن الشكوى لغير الله مذلة.
الحقيقة أن كلمة “ارحل لا توجع اخنوش وحده، بل معه كتيبة كاملة من مسؤولي الدولة والوزراء الذين يخافون على مصالحهم وامتيازاتهم، والذين سقط عنهم القناع بسلاح بسيط كان عبارة عن “هاشتاغ” في مواقع التواصل الاجتماعي التي قال وزير يدمن “التهريج” أن الحكومة لا تلتفت إليها، ولا ترى ما يكتب فيها.
كلمة “إرحل” تزعج لأنها تكشف أننا أمام نخب سياسية مفصولة تماما عن الشارع، ولا تمثله اطلاقا، ما دامت العمليات الانتخابية في المغرب قادرة عل حمل أول مطلوب في حملة المقاطعة لرئاسة الحكومة.
وما دام بؤس السياسة في هذا البلد قادر على جعل ثلاثة أحزاب تبادلت أبشع الاتهامات قبل إعلان النتائج تتحالف لتشكيل حكومة تجر البلاد والعباد للهاوية بشكل سريع.
من حق اخنوش، وحكومة “النحس ” التي ما رأى منها المغاربة إلا المصائب والغلاء و”التصنطيح” أن تفعل ما تشاء، بعد أن خلت لها الساحة في مواجهة معارضة بكماء تتسلى بخطاب الاستعراض.
معارضة تضم عجوزا من زمن الحرب البادرة، بعد أن ترك الحزب للأصهار، وسياسيا يقول ما لا يفعل وهو يخطط اليوم ببوزيقة للولاية الرابعة، وصانع فرجة قايض حراك الشارع بصفقة مقابل تقاعد مريح، وحقوقيا أجهز على معارضيه، وجعل حزبا تاريخيا ضيعة للأبناء والمقربين.
“اتقوا الله في هذا البلد”
تعليقات ( 0 )