قال عمر الحياني أن خلاصة نقاشات قانون المالية 2023 تؤكد أنه لم يعد هناك من يدافع عن الطبقة المتوسطة.
وتابع عضو فيدرالية اليسار بأنه و “منذ ليلة 8 شتنبر 2021، تحول مجلس النواب إلى مجلس للأعيان، ولم يعد للطبقة الوسطى ممثلين بالبرلمان، اللهم بعض البرلمانيين الذين يعدون على رؤوس الأصابع”.
وقال الحياني أن حكومة الأثرياء منحت لأصدقائها أكبر تخفيض ضريبي في تاريخ المغرب، حيث ستنتقل الضريبة على الشركات التي تحقق أقل من 100 مليون درهم، من 31% إلى 20%.
ونبه لكون رفع الضريبة على الشركات التي تحقق أكثر من 100 مليون درهم من 31 إلى 35% ما هو في الحقيقة إلا تدليس، إذ أن الضريبة على الربيحات Dividendes سينخفض من 15 إلى 10% فقط.
وحذر الحياني من كون أكبر ضحية في هذا التعديل هي المقاولات الصغرى التي كانت تؤدي 10% والتي صار عليها أن تؤدي 20% اليوم. يعني أن المقاولين الصغار من الطبقة الوسطى سيتم تضريبهم كأي شركة كبرى.
وقال الحياني ” نرى بوضوح كيف تعبأ عاشقو “الكاش” من محامين و أطباء و مهندسين معماريين و غيرهم للضغط على الحكومة و نجحوا في تخفيض الاقتطاع الضريبي من 20% إلى 10%،”كما” نرى كيف تعبأت النقابات من أجل إعفاء 90% من دخل المتقاعدين من الضرائب”. .
وأضاف “لقد رأينا نفس النقابات تكتفي بتعديل ضريبي سيزيد الأجور ب 180 درهم على أكثر تقدير، في سنة من المتوقع أن يبلغ فيها معدل التضخم 8% على الأقل”.
وخلص الحياني للقول بأن الطبقة الوسطى ربما تؤدي ثمن نفورها من السياسة و تركها المجال السياسي للحيتان الكبيرة التي تشتري الأصوات الصغيرة. و ربما فقدت الثقة تماما في كل ما قد يأتي من هذا الوطن و أصبحت تفكر في مغادرته لمن استطاع لذلك سبيلا”.
و اعتبر الحياني ما يجري الآن تكريسا لمسار انعدام الثقة بدأ منذ سنوات، و لا أفق لتغييره، ليختم بالقول “أليس من عاقل في هذا البلد؟”…
تعليقات ( 0 )