فسحة الصيف
قصة جريمة
عدد من الراغبين في إجراء معاملات تجارية عن طريق الانترنت يتملكهم هاجس قرصنة الأرقام السرية لبطاقة الاعتماد البنكية.
جاء ذلك بعد أن صارت القرصنة عن طريق الانترنت موضة وهواية بالنسبة لعدد من اليافعين الذين يحولون بعض “السيبيرات” إلى قاعدة لمهاجمة المواقع أو اقتناء بعض المشتريات اعتماد على بطاقة ائتمان مقرصنة، لكن الأمر يتطور في بعض الحالات لتصبح شركات كبيرة ضحية بدورها لهدا النوع من الجريمة، مثل ما حدث لشركة “جيت فوريو” المتخصصة في الطيران، والتي اكتشفت أن المئات من المسافرين تمكنوا من إجراء رحلات نحو عدد من الوجهات العالمية دون أن تستفيد الشركة ثمن التذاكر.
الشركة وبعد أن لاحظت وجود ثغرة مالية بدأت تتسع يوما بعد يوم، قررت ضبط أرقام معاملاتها اليومية لرصد الفارق بين عدد التذاكر المسحوبة عن طريق الانترنت و المداخيل.
بعدها تأكد وجود تسرب خطير يهم عشرات التذاكر نحو وجهات أوروبية، غير أن حيرة مسؤولي الشركة ستزداد بعد الرجوع إلى قاعدة المعطيات المتعلقة بالزبناء المستفيدين من الرحلات المجانية، والتي تأكد أنها صحيحة قبل أن يقرروا في نهاية المطاف اللجوء إلى تقديم شكاية في الموضوع إلى مصالح الأمن علها تحل لغز التذاكر .
تمت إحالة الشكاية إلى وحدة متخصصة في المعلوميات تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني، والتي باشرت تحقيقا مكثفا باستعمال تقنيات متطورة قبل أن يتم تحديد الخيوط الأولى التي قادت فيما بعد إلى اكتشاف طبيعة التسرب المالي، ومصدر النزيف التي تعرضت له الشركة، حيث اتضح وجود شبكة مكونة من عدة أشخاص يستعملون وسائل تكنولوجية متطورة من أجل رصد طلبات بعض الراغبين في السفر ممن يلجأون للانترنت للحجز عوض إجراء هذه المعاملة عن طريق وكالة للأسفار من أجل تقليص المصاريف.
بعد ذلك تكون الخطوة الثانية هي اعتراض الطلب، وتدوين البيانات الواردة فيه، واللجوء إلى استخلاص التذكرة ثم ربط الاتصال بالزبون وتسلميها له مع استخلاص ثمنها دون إثارة أي شكوك، خاصة وأن صاحب الطلب يتعامل مع موقع الكتروني تابع للشركة .
وبعد أن تمكنت مصالح الأمن من تحديد مكان إجراء هذه العمليات التي جعلت شركة الطيران خارج اللعبة، مكتفية بالتفرج على القراصنة وهم يدسون ثمن التذاكر في جيوبهم في الوقت الذي أرغمت فيه الشركة على تنفيذ التزامها وإيصال الزبناء ممن يملكون التذاكر المعلومة إلى وجهاتهم في انتظار أن تسفر التحقيقات الجارية عن نتيجة ايجابية من شانها السيطرة على الوضع.
بعد أسابيع قليلة وبفضل حنكة عناصر الأمن المتخصصين في الجريمة المعلوماتية ثم التوصل إلى هوية أحد أعضاء هذه الشبكة، ليتم اعتقاله بالرباط قبل أن يتساقط الآخرون تباعا، وبعد إخضاع المعتقلين للتحقيق الذين ينتمون إلى أسر تعيش وضعا ماديا مريحا، قدموا تفاصيل دقيقة حول الطريقة التي كان يسلكونها في تنفيذ القرصنة التي قادتهم لجني مبالغ مالية مهمة، وتبين أنهم حاصلون على شواهد عليا في مجال المعلوميات، ما مكنهم من انجاز جرائمهم بكل سهولة من خلال استعمال حواسيب محمولة تم حجزها من طرف مصالح الأمن.
كما تم حجز مبلغ من العملة المغربية و معدات معلوماتية كان المتهمون يوظفونها في انجاز عمليات القرصنة التي كبدت الشركة خسائر مادية ناهزت 100 مليون سنتيم، قبل أن يتضح من خلال التحقيق أن القرصنة همت شركة أخرى للطيران ما ألحق بها خسائر وصلت إلى حدود 90 مليون سنتيم ليتم تقديم أعضاء هذه الشبكة إلى المحاكمة بعد انتهاء التحقيق معهم.
تعليقات ( 0 )