ارتفاع حرارة الجو.. ماذا يفعل بأجسادنا ومن هم الأشخاص المعرضون للخطر؟

يحذر الخبراء من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤثر على صحة الناس. وفي مثل هذا الطقس الحار الذي تمر منه عدة مناطق بالمغرب بشكل غير عادي، يُطلب من الناس مراقبة الفئات الأكثر ضعفا عن كثب، مثل كبار السن الذين يكونون أكثر عرضة لخطر الإنهاك الحراري.

ونستعرض هنا ما تحتاج لمعرفته حول تأثيرات الحرارة على الجسم وكيفية الحفاظ على برودته.

ماذا تفعل الحرارة الشديدة في أجسادنا؟

مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم.

ويمكن أن يسبب هذا أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية.

في الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما.

ويمكن أن يؤدي هذا، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، إلى الإنهاك الحراري، والذي تشمل أعراضه الدوخة والغثيان والإغماء والارتباك والتشنجات العضلية والصداع والتعرق الشديد والإرهاق.

وإذا انخفض ضغط الدم بشكل كبير، فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يرتفع.

لماذا تتفاعل أجسامنا بهذه الطريقة؟

تسعى أجسامنا جاهدة للحفاظ على درجة الحرارة عند حوالي 37.5 درجة مئوية، سواء كنا في عاصفة ثلجية أو موجة حر، فهذه هي درجة الحرارة التي تطورت أجسامنا للعمل بها.

لكن مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، يتعين على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية منخفضة، فيفتح المزيد من الأوعية الدموية بالقرب من الجلد للتخلص من الحرارة ويبدأ التعرق.

وعندما يتبخر العرق، فإنه يزيد بشكل كبير من الحرارة المفقودة من الجلد.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

يمكن أن يؤدي التقدم في السن أو المعاناة من بعض الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، إلى جعل الأشخاص أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد الذي يلحق بالجسم نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.

ويمكن لمرض السكري أن يجعل الجسم يفقد الماء بشكل أسرع، ويمكن أن تؤدي بعض مضاعفات المرض إلى تغيير الأوعية الدموية والقدرة على التعرق.

وقد يكون الأطفال والأشخاص الأقل قدرة على الحركة أكثر عرضة للخطر. ويمكن لأمراض الدماغ، مثل الخرف، أن تجعل الناس غير مدركين للحرارة أو غير قادرين على فعل أي شيء حيالها.

ويكون الأشخاص الذين لا مأوى لهم أكثر تعرضا لأشعة الشمس، كما أن الأشخاص الذين يعيشون في شقق بالطابق العلوي يواجهون أيضا درجات حرارة أعلى.

هل بعض الأدوية تزيد من المخاطر؟

نعم، لكن يجب أن يستمر الناس في تناول أدويتهم كالمعتاد، مع الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للحفاظ على برودة ورطوبة الجسم.

وتعمل مدرات البول – التي يُطلق عليها أحيانا “حبوب الماء” – على زيادة كمية الماء التي يطردها الجسم. وتُستخدم هذه الحبوب على نطاق واسع، بما في ذلك لمرضى قصور القلب. وفي درجات الحرارة المرتفعة، تزيد هذه الحبوب من مخاطر الإصابة بالجفاف واختلال التوازن في المعادن الأساسية في الجسم.

ويمكن أن تؤدي الأدوية الخافضة لضغط الدم – خاصة في حال تمدد الأوعية الدموية لتتكيف مع الحرارة – إلى حدوث انخفاض خطير في ضغط الدم.

ويمكن لبعض أدوية الصرع ومرض باركنسون أن تمنع التعرق وتجعل من الصعب على الجسم أن يبرد نفسه.

ويمكن أن تصبح الأدوية الأخرى، مثل الليثيوم أو الستاتين، أكثر تركيزا في الدم وتسبب الكثير من المشاكل إذا فقد الجسم الكثير من السوائل.

عن “بي بي سي” بتصرف

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي