اللجنة الاستطلاعية… وفاة 23 مهاجرا بسياج مليلية ناجم عن “الاختناق” و” تعنيف المصابين لا يمكن تبريره”

عزت الخلاصات الأولية للجنة الاستطلاع التي أحدثها المجلس الوطني عقب وفاة 23 مهاجرا غير شرعيا خلال محاولة اقتحام السياج الحدودي لمليلية المحتلة إلى الاختناق بسبب التدافع الشديد.

وكشف المجلس عن نتائج زيارة اللجنة بعد المواجهات العنيفة التي وقعت بالسياج الحدودي الذي يفصل مدينة مليلية عن مدينة الناظور وبالمعبر الحدودي المعروف بالحي الصيني “باريو تشينو” صباح الجمعة 24 يونيو 2022.

وأوضح الطبيب عضو اللجنة، أنه تبين من خلال المعاينة الطبية والفحص الظاهري الخارجي لجثث المهاجرين أن لا وجود لآثار كدمات أو نزيف دموي خارجي،  وأن الأعراض الخارجية للجثث التي تمت معاينتها تتطابق طبيا مع حالات وفاة من جراء الاختناق التنفسي الميكانيكي، وأن تحديد السبب الحقيقي الذي قد يكون أدى إلى الوفاة، يستلزم إجراء التشريح الطبي،.

 ورجح أن يكون عدد الوفيات ناجما عن الازدحام والتدافع الشديد الذي حدث أثناء محاولة الاقتحام نتيجة تكدس عدد كبير من المهاجرين في الباحة الضيقة للمعبر الذي كانت أبوابه مغلقة بإحكام.

و تفقدت اللجنة جميع المصالح الاستشفائية حيث يرقد الجرحى وتمت معاينة جميع الحالات ذات تشخيصات مختلفة من كسور على مستوى الرأس والدماغ، منهم من خضع لعملية جراحية مستعجلة، ومن أصيبوا على مستوى الأطراف العليا ومن عولج طبيا بترميم الكسر بالجبيرة الطبية ومنهم من خضع لعملية جراحية لتثبيت الكسر، وعلى مستوى الأنف والأسنان وعظام الوجه، والتي تستلزم تدخلا جراحيا تقويميا مبرمجا خلال الأيام المقبلة.

وبخصوص بعض الفيديوهات المتداولة والتي تبين استعمال العنف في حق مهاجرين مستلقين على الأرض، وبعد استفسار السلطات المحلية حولها أكدت أن الأمر يتعلق بحالات معزولة وفردية، إلا أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يعتبر أنها سلوكات لا يمكن تبريرها.

 وبعد الاستماع لبعض المصابين أكد اثنين من المهاجرين أنهما كانا يحاولان عبور السياج الحديدي، ضمن أعداد كبيرة، وأنهما لا يتذكران تفاصيل سقوطهما، حيث استعادا وعيهما داخل المستشفى، ولازالا يخضعان للعلاج.

كما أكد أربعة مصابين، ثلاثة منهم من دارفور، وواحد من أم درمان، أنهم غادروا السودان منذ سنة 2019، ولم يحددوا تاريخ وصولهم للمغرب، وأنهم خلال أحداث الجمعة 24 يونيو 2022، كانوا يحاولون العبور، إلا أنه ونظرا لضيق المكان، والعدد الكبير للمهاجرين، وإصرار الجميع على المرور بأية وسيلة، وفي نفس آلان، وبالنظر إلى حالة الخوف والارتباك، من التعرض للاعتقال والمتابعة القضائية، واعتبارا لحجم التدافع الهائل، وأمام إغلاق أبواب المعبر بإحكام، سقط عدد كبير منهم، فتعرضوا للدهس والرفس بشكل قوي من طرف رفاقهم، فكانت النتيجة عدد من الوفيات، وإصابات متفاوتة الخطورة على مستوى الرأس والكسر على مستوى الأطراف والجروح والرضوض، بالإضافة إلى حالة الاختناق الحاد والإغماء.

وتأكدت اللجنة من المعطيات التي توصلت إليها أن القوات العمومية كانت تحمل العصي والغاز المسيل للدموع، ولم تكن تحمل أسلحة نارية ولم يعرف التدخل أي إطلاق للنار من جانب القوات العمومية المغربية.

كما تبين لها أن عناصر القوة العمومية كانت في حالة رد لخطر حال نظرا للعدد الكبير للمهاجمين المسلحين بالعصي والحجارة حيث تم إحصاء حوالي 600 عصى من مخلفات عملية الاقتحام.

واتسمت مواجهة المهاجرين لقوات حفظ النظام بعنف شديد، بالإضافة إلى طبيعة الهجوم غير المعتاد من حيث الزمان والمكان، ذلك أن عمليات الاقتحام عادة ما كانت تحدث في الليل وفي نقاط أخرى من السياج الحديدي.

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي