حدث في مثل هذا اليوم..كيف قلب الاعتراف الأمريكي بالصحراء الموازين

يصادف اليوم10 دجنبر من سنة 2021 مرور سنة كاملة على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وسيادة المغرب على صحرائه، كما جاء في اتفاق أبراهام الذي أعلنه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أسابيع قليلة قبل مغادرته البيت الأبيض، بعد خسارته للانتخابات الأمريكية لصالح منافسه المرشح الديمقراطي، جو بايدن.
وظل الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية متكتما لمدة طويلة من الوقت عن موقف إدارته الجديدة من اتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل واعتراف الدولة العظمى بسيادة المغرب على صحرائه، غير أن خطواته أكدت أنه لم يكن ينوي التراجع عن الاتفاق، وإن ظل متكتما بشكل كبير إزاء الموضوع في كثير من خرجاته، لكن المريح أن بايدن لم يعمد إلى إلغاء بعض القرارات الأخرى التي اتخذها سلفه بمجرد وصوله إلى سدة الحكم على غرار مواصلة تشييد سور إسمنتي في الحدود المسيكية الأمريكية وقرار تشديد إجراءات منح الإقامة للأجانب والمسلمين خاصة.
وتأكدت توجهات الإدارة الأمريكية، بعد لقاء وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مع مساعد الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، جوي هود، الذي تحدث عن دعم بلاده لـ”عملية سياسية ذات مصداقية تقودها الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار ووقف أي أعمال عدائية”، وهو انتصار ضمني للعملية السياسية التي يقودها المغرب تحت إشراف الملك.
نفس المسار الذي رسمه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بعد تأكيده مواصلة دعمه لخطة الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء المغربية، في لقائه بنظيره المغربي في 22 نونبر الماضي، واصفا المقترح المغربي بأنه “جادة وجديرة بالثقة وواقعية”.
وشكل الاعتراف الأمريكي مسارا جديدا وواقعا غير مسار الأحداث وقلب موازين القوى، وأعطى دفعة حتمية نحو إنهاء النزاع الذي طال أمده بشكل يجعل جميع أطراف النزاع أمام مواجهة للواقع، تتلخص في أن محور أي طاولة مفاوضات حول قضية الصحراء المغربية لن تخرج عن طابع “المغربية”، وبالتالي إن أي حل لن يكون خارج هذا الإطار، وهو مكسب كبير للديبلوماسية المغربية، بعد انتصارات أخرى في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وأمريكا اللاتينية، إذ بفضل فتوحات المغرب الخارجية تمكن من استمالة عدد من الدول إلى صفه وربح زخما دوليا مساندا لطرحه نحو طي صفحة هذا الملف إلى الأبد.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي