شهدت الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، انسحاب برلمانيين من الفريق الحركي، وذلك احتجاجا على تصرف اعتبروه “غير محترم” من قبل وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، خلال اجتماع لجنة القطاعات الانتاجية الذي عقد الأسبوع الماضي، والذي خصص لمناقشة الميزانية الفرعية لقطاع الفلاحة.
وانتقد برلماني من فريق “السنبلة”، في إطار “نقطة نظام” خلال بداية أشغال جلسة الأسئلة، الأسلوب الذي تعامل به معه المسؤول الحكومي داخل الاجتماع، وكذلك عند مغادرته قاعة الاجتماع.
وتابع مبررا قرار فريقه بالانسحاب من الحصة المخصصة للأسئلة الموجهة لوزير الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري والمياه والغابات، بالقول: “نحن نمثل المغاربة، وكان يفترض على السيد الوزير التعامل بأدب واحترام مع مستشار برلماني”، وزاد، وهو يتوجه إلى رئاسة مجلس المستشارين : “من هذا المنبر، نعلن انسحاب أعضاء الفريق الحركي وعدم حضورهم لجلسة الأسئلة الشفوية المخصصة لقطاع الفلاحة”.
واعتبر المستشار البرلماني أن “ما وقع لو حدث مع أي مستشار أخر سيتصرف بالطريقة نفسها”، ثم أضاف قائلا “عيب وعار على عضو في الحكومة أن يقوم بما قام به، لأننا كبرلمانيين ندافع عن حقوق الناس، ولسنا هنا للمطالبة بأمور شخصية”.
من جانبه، انبرى رئيس لجنة القطاعات الإنتاجية، الاستقلالي عثمان الطرومونية الذي سبق له أن اتخذ قرارا بمنع حضور الصحافيين لتتبع اجتماعات اللجنة، (انبرى) لنفي ما جاء على لسان البرلماني الحركي والدفاع عن وزير الفلاحة بالقول: “ما قاله مستشار الفريق الحركي عار من الصحة”.
وسبق للوزير صديقي أن أثار حفيظة برلمانيين من الغرفة الأولى، حينما خاطب النائب فيصل الزرهوني، عضو الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي خلال جلسة الأسئلة الشفوية بعبارة “أنا كنعرف الفلاحة أحسن منك”، وذلك بعدما انتقض الزرهوني عدم اهتمام وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات بمشاكل الفلاحين الصغار، لاسيما فيما يتعلق بتراكم الديون.
واستشاط وزير الفلاحة غضبا حين قال النائب البرلماني المذكور للمسؤول الحكومي “إنه “منذ سنتين ونصف ونحن نسمع عن دعم الفلاحين الصغار من طرف وزارتكم، لكن هؤلاء لم يتوصلوا بأي دعم من البرامج التي أطلقتها الوزارة”.
وتابع: “المستفيد الوحيد من هذه البرامج هم الفلاحين الكبار، فيما الفلاح الصغير أضحى غارقا في الديون المتراكمة عليه، والتي بات بسببها يتلقى إنذارات تطالبه بأداء ما عليه من ديون وفوائد”.
وأضاف الزرهوني مخاطبا المسؤول الحكومي: “الفلاح الصغير بات محاصرا بالديون ومهددا بالسجن من قبل الأبناك بسبب غياب الدعم وعدم تنفيذ أي إستراتيجية لإنقاذه من الإفلاس”، ثم زاد: “إلا بغينا نكول العام زين نكولها، ولكن ليس داخل قبة البرلمان”، قبل أن يضيف قائلا:”المطلوب اليوم هو مصارحة الفلاحين الصغار بلغة الحقيقة والواقع”.
كلام النائب البرلماني أغضب صديقي الذي اكتفى بالرد خارج السياق قائلا “أنا كنعرف الفلاحين أحسن منك”، وهي العبارة التي أثارت استياء عدد من النواب.
سلوك مستفز لوزير الفلاحة وراء انسحاب الفريق الحركي من جلسة برلمانية

تعليقات ( 0 )