مباريات الويكلو…هل يعيش المغرب حالة استثناء!؟

إذا لم تكن متابعا للشأن المغربي، وقادتك “الريموت كونترول” لإحدى القنوات التلفزيونية المغربية، وصادفت بعض مباريات الدوري المغربي، وهي منقولة على الشاشة بمدرجات فارغة دون جمهور، فإنك ستعتقد أن هذا البلد يعيش وضعا استثنائيا، فيه القلاقل والوضع الأمني على حافة الهاوية، وليس بلدا مستقرا، بقبضة أمنية صلبة!!
لقد تحول “الويكلو” إلى عنوان ثابت لمباريات البطولة المغربية، أغلب المباريات تجرى دون جمهور، وبدل أن يكون “الويكلو” استثناء فإنه أصبح قاعدة، وبدل أن يكون وضعا مؤقتا فإنه أصبح دائما..
منح المشرع في إطار قانون الشغب للولاة والعمال صلاحية إصدار قرارات تمنع التنقل، أو تبرمج المباريات دون جمهور، لكن هذا القانون صار البعض يمارسه بشطط بالغ، تجنبا لصداع الرأس، ولأنه الحل السهل الذي لا كلفة فيه..
صحيح أن المغرب أغلق العديد من ملاعبه، من أجل تهيئتها لكأس إفريقيا للأمم التي سيحتضنها المغرب في دجنبر 2025، وفي مرحلة لاحقة من أجل مونديال 2030، الذي سننظمه بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، لكن هل كان ضروريا إجراء المباريات دون جمهور..
في الواقع ثمة العديد من المباريات التي كان من الممكن أن يتم برمجتها بحضور الجمهور، وعلى الأقل بحضور جمهور الفريق المضيف، بما أن تنقل جماهير بعض الفرق أصبح يطرح بعض المشاكل..
لابد من إبداع الحلول وكسر الجمود، والخروج من “منطقة الراحة” التي سكن فيها المسؤولون كلما تعلق الأمر بمباريات الكرة..
والمؤسف حقا أنه في بعض الأحيان يقوم بعض رؤساء الأندية لأسباب لا يعلمها إلا هم بالتأثير السلبي على السلطات لبرمجة مباريات أنديتهم دون جمهور..
ليس مقبولا أن يخطط المغرب لتنظيم أحداث رياضية كبرى، وفي الوقت الذي يمكن أن يرغب فيه عشاق كرة القدم بدافع الفضول أو حب الاطلاع، إلى أن يتابعوا المباريات في هذا البلد، ومتابعة جماهيره، فإنهم للأسف يصطدمون بمدرجات باردة، بلا روح..
كرة القدم هي للجمهور، وليس للمسؤولين، ولا معنى ولا قيمة للتنافس الرياضي في غياب أهم فاعل وهو الجمهور..
ولا نعتقد أن السلطات الأمنية المغربية التي تفكك الخلايا، وتنقل تجربتها في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وتتوفر على أحدث المعدات والوسائل التكنولوجية، وينقل الإعلام كيف تصدر تجربتها هنا وهناك، بينما يلعب بلدنا ورقة الديبلوماسية الأمنية
عاجزة عن تأمين مباريات كروية بين أندية مغربية بحضور الجمهور..

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي