قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن سفير فرنسا لدى المغرب كريستوف ليكورتييه شَرَعَ في عملية اليد المدودة من باريس إلى الرباط، عندما وضع، في المقابلة التي أجراها حديثاً مع راديو 2M المغربي، والتي وصفتها المجلة بـ “الصادقة”، حداً نهائياً لسياسة تقييد التأشيرة، وأكّدَ مجدداً دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء .
فقد رأى السفير الفرنسي لدى المغرب أن “سياسة التأشيرات” أضرّت بصورة فرنسا ونفوذها في المغرب، موضحاً أن الرئيس إيمانويل ماكرون يشارك الرأي.
كما أقرّ السفير بأن العديد من المغاربة شعروا بالإهانة بسبب هذه القيود، وأن العلاقات الثنائية بين البلدين لا يمكن اختزالها في مجرد أرقام. وقال: “لمسنا القلب (…) سيستغرق الأمر بعض الوقت لمحو هذه الإهانات”.
وذكّرت “جون أفريك” أن وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، كانت قد أعلنت بالفعل، في منتصف شهر ديسمبر عام 2022، انتهاء القيود المفروضة على منح التأشيرات للمغاربة.
وهو ما أكده كريستوف لوكورتييه: “من الآن فصاعداً، لم يعد هناك أي قيود في ما يتعلق بإصدار التأشيرات من قبل فرنسا. وأي شخص يستوفي الشروط المطلوبة للحصول على تأشيرة سيحصل على تأشيرته”.
وأضاف أن منح التأشيرات في عام 2023 يسجل زيادة بنسبة 80% مقارنة بالعام السابق.
وخلال المقابلة، أيضاً، أكد كريستوف لوكورتييه من جديد دعم فرنسا للمخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء. وقال “سنكون حليفاً دائماً ووفياً وديناميكياً لما يقوم به المغرب ويسعى إليه. سندعم (…) الخطوات التالية حتى يمكن مشاركة هذه الخطة دوليًا”، تشير “جون أفريك” دائماً.
واعتبرت “جون أفريك” أن تصريحات الدبلوماسي الفرنسي هذه تُشير إلى أن الدعم الفرنسي للمغرب في الأمم المتحدة يمكن أن يرتفع قليلاً. ويبقى أن نرى كيف. ومع ذلك، فقد كان المغرب ينتظر خطوة كهذه بفارغ الصبر، حيث تشكل قضية الصحراء بالنسبة للمملكة نقطة البداية والنهاية لدبلوماسيتها. كما أن “الفتور” الفرنسي بشأن هذا الموضوع هو أيضاً العنصر الأول للتوتر بين البلدين في الفترة الأخيرة، تقول “جون أفريك”.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى تصريح نيكولا ريفيير، ممثل فرنسا لدى الأمم المتحدة، في نهاية شهر أكتوبر، والذي أكد فيه “دعم فرنسا التاريخي والواضح والمستمر لخطة الحكم الذاتي المغربية”. وأضاف: “هذه الخطة مطروحة على الطاولة منذ عام 2007، وحان الوقت للمضي قدماً”. وقبل ذلك بشهر، في 26 من شهر سبتمبر، استقبل الملك محمد السادس كريستوف لوكورتييه لتسليم أوراق اعتماده.
وأكدت “جون أفريك” أن هناك الكثير من الإشارات لاستئناف المفاوضات الثنائية بين الدولتين، سواء خلف الكواليس أو في المناصب العليا.
القدس العربي
تعليقات ( 0 )