الغلوسي: الهواتف وراء حضور نواب مشبوهين لافتتاح الدورة البرلمانية

 

مكتب مجلس النواب يخضع لضغوط التحالف الحكومي ويتراجع عن قراره بمنع برلمانيين متهمين في قضايا فساد من حضور إفتتاح الدورة البرلمانية غدا الجمعة ،قرار مرتبك قيل بأنه تم التراجع عنه لكونه غير دستوري !!
تراجع  مكتب مجلس النواب عن منع بعض البرلمانيين المتابعين على خلفية قضايا فساد مالي ،وسمح لهم بناء على قرار جديد بالحضور
بين الأمس واليوم قرارين متناقضين يعكس إرتجالية واضحة وغموضا في خلفيات وأهداف القرار.
تم التراجع عن قرار المنع بعدما تحركت الهواتف لأن المعنيين بالقرار لهم “مكانة ” داخل أحزابهم وقوتهم اكبر من تلك الأحزاب ،لذلك فإن من الطرائف التي حصلت خلال هذه الأيام هو أن أحد أحزاب التحالف الحكومي طلب من عضويه اللذين يتمتعان بحضور ونفوذ كبير داخل الحزب وخارجه أن يتقدما بطلب تجميد عضويتهما في الحزب دون إحراج هذا الأخير الذي لايستطيع ان يتخذ هكذا قرار لأنهما ملاحقان بشبهة تبييض الأموال في علاقة ببارون المخدرات المسمى الحاج ابراهيم المالي.
وتمسحت التدخلات والضغوط التي لم تتوقف ليلة امس وقبلها والرامية إلى اجبار مكتب مجلس النواب على التراجع عن قرار منع بعض البرلمانيين من حضور افتتاح البرلمان بمسوحات قانونية ودستورية ،حتى بدا أن المكتب الذي اتخذ القرار لا ينتمي للمؤسسة التشريعية وليست له أية دراية بالدستور والقانون لما اتخذ قراره بمنع بعض النواب من حضور افتتاح البرلمان من طرف الملك .
إنه قرار يعكس قوة التوجه المستفيد من واقع الفساد والريع والذي ضغط بكل الوسائل من أجل تسفيه هذا القرار ،حتى لايشكل سابقة ويفهم منه على انه مؤشر مهم على وجود إرادة سياسية للقطع مع الفساد والإغتناء غير المشروع.
عجيب أمر بعض البرلمانيين يحتجون على منعهم من ولوج البرلمان والحال ان مكانهم الطبيعي هو السجن لأنهم راكموا ثروات مشبوهة داخل الوطن وخارجه مع العلم أنهم وإلى وقت قريب لم يكونوا يملكون أي شيء ،استغلوا مواقع المسؤولية وتسلقوا السلم الطبقي، وكونوا شبكات مصالح ،يظهرون كسماسرة وشناقة في فترة الإنتخابات ويوزعون وعودا كاذبة ومزيفة ، ويختفون بعد ذلك عن الأنظار ويتركون الناس يواجهون مصيرهم
استغلوا غياب المحاسبة، وسيادة الإفلات من العقاب وراحو يحمون مصالحهم الضيقة، ويتباهون أمام الكاميرات بالدفاع عن الناس مستعملين خطابات بئيسة ومكشوفة بل إنهم يدعون دفاعهم عن النزاهة والشفافية وهم فقط مجرد لصوص في واضحة النهار.
يبدو أن بعض الأحزاب والنخب السياسية هي أكبر معيق يقف في مواجهة مطالب المجتمع في تخليق الحياة العامة ومكافحة الفساد ونهب المال العام.
كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي