بعد مسار مترنح للصفقة قرر مجلس التجمعات العاصمة استبعاد شركة فيوليا الفرنسية من عقد التدبير المفوض لمطرح أم عزة الذي يستقبل نفايات العاصمة الرباط وتمارة و سلا و13 جماعة ترابية.
وكانت الشركة قد تقدمت وحيدة لطلب العروض بعد نجحت في فرض عدد من الشروط التي سبق للداخلية ممثلة في ولاية الرباط أن رفضتها.
وتم قبول عرض الشركة التي ظلت دون منافسة رغم تاريخها الأسود في مجال التدبير المفوض على مستوى العاصمة خاصة في قطاع النقل الحضري والنظافة قبل أن يتقرر استبعادها بالنظر لما وصفته مصادر ميديا90 بالكلفة الفلكية التي فرضتها.
استبعاد يتزامن مع قرب رحيل شركات التدبير المفوض الأجنبية عن قطاع الماء والكهرباء والتطهير حيث تدبر فيوليا القطاع بعدد من المدن الكبرى كالرباط وسلا وطنجة وتطوان.
وكانت صفقة مطرح أم عزة قد شهدت ولادة جد متعسرة بسبب الاشتراطات الكثيرة لشركة فيوليا الفرنسية.
ووفق المعطيات التي حصل عليها موقع ميديا90 فإن الصفقة عادت لنقطة الصفر، بعد أن تمسكت “فيوليا” بإدراج بند في العقد يتيح لها اللجوء لتحكيم دولي في حالة النزاع، وهو ما تم التحفظ عليه.
وكانت الاحتجاجات التي خاضها في وقت سابق أزيد من 160 عاملا بمطرح أم عزة للنفايات الذي يمتد على مساحة 110 هكتارات، قد كشفت حجم التخبط الذي لاحق صفقة دولية بمئات المليارات.
الاحتجاجات جاءت عقب فسخ عقد شركة “بيزورنو”، وتولي شركة نظافة لمهمة تدبير المطرح في إطار فترة انتقالية، قبل الإعلان عن فوز شركة “فيوليا” الفرنسية بصفقة التدبير المفوض لمطرح أم عزة لكن الشركة تراجعت بعد ذلك قبل إعلان فوزها من جديد والعودة لإستبعادها خلال اجتماع عقد أمس.
وتحول هذا المطرح إلى قنبلة بيئية تهدد العاصمة الرباط بعد تكدس حوالي 400 ألف طن من عصارة النفايات في أحواض عملاقة، وعدم القدرة على معالجتها قبل الشروع في التخلص منها برميها بسواحل مدينة سلا في خطوة قوبلت بصمت مطبق من الجهات المعنية.
ووفق المعطيات المتوفرة فإن شركة” فيوليا” طالبت بتقليص عدد العمال، واحتجت بأن تدبير المطرح يتطلب ثلث العدد فقط، و تمسكت في حال رفض ذلك بمراجعة العقد، هذا رغم أنها ستحصل على سلة امتيازات سخية ستجعل الدولة تتحمل ليس فقط العبء الاستثماري، بل أيضا حل مشكل “الليكسيفا”.
كما كان مقررا أن تستفيد ذات الشركة من منحة تقدر بحوالي 6724 مليون درهم موزعة على عشر سنوات ، وذلك بعد فسخ عقد شركة “بيزورنو.
وكان مطرح أم عزة قد تحول إلى قنبلة بيئية تسببت في تلوث مياه نهر أبي رقراق، بعد أن تم إهمال هذا الملف رغم التهديد الذي يشكله بالنسبة للعاصمة.
وضع جعل بعض المستشارين ينتقدون التركيز عل مشاريع الواجهة و صفقات العشب والإنارة والتزيين من طرف والي الرباط ، عوض العمل على تخليص المدينة والجماعات المحاذية لها من خطر الأحواض العملاقة.
وأدى تكدس مئات الأطنان من مادة “اللكيسفيا” السامة بالمطرح قد أدى إلى انتشار روائح جد كريهة امتدت إلى محيط فيلات و إقامات خاصة بأسماء من العيار الثقيل.
وتجاوزت الرائحة الدواوير المحاذية للطريق السيار، وواصلت انتشارها إلى منطقة السويسي و الغولف، ما فرض المبادرة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الطارئة، منها تخصيص مليار و300 مليون سنتيم من طرف وزراي الداخلية والبيئة كدعم لاحتواء هذا المشكل
تعليقات ( 0 )