صفقات مدوية هزت ميركاتو 2023

 تفاجأ عشاق كرة القدم في كل أنحاء المعمورة، بعدد لا بأس به من الصفقات المدوية، رغم أننا ما زلنا في شهر يونيو، بينما الأمر الطبيعي والمتعارف عليه في سوق انتقالات اللاعبين الصيفية، أن ذروة النشاط تكون مع عودة اللاعبين من العطلة الصيفية منتصف يوليو:، ثم هدوء ما قبل عاصفة يوم «الديد لاين» وهذا في حد ذاته، يُنذر بالمزيد من الصفقات الكبرى التي تُثير ضجة على نطاق واسع في أوروبا والعالم، لكن في تقريرنا هذا وقبل زحمة الصيف، دعونا نُسلط الضوء على أقوى الصفقات وأكثرها تأثيرا في وسائل الإعلام والسوشيال ميديا منذ بداية الشهر الجاري وحتى وقت كتابة هذه الكلمات.

جنون السوق السعودي

عكس ما يحدث كل عام، بتركيز وسائل الإعلام العالمية على انتقالات اللاعبين في الدوريات الأوروبية الكبرى، سحب الدوري السعودي البساط من تحت أقدام كبار وأثرياء القارة العجوز، بصفقات أقل ما يُقال مدوية، بدأت في السادس من يونيو، بإعلان حامل لقب دوري روشن اتحاد جدة تعاقده مع أسطورة ريال مدريد كريم بنزيما، في صفقة قال عنها المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي «لا يمكن أن يكون النادي سعيدا بخروج كريم» بعد 14 عاما قضاها بين جدران «سانتياغو بيرنابيو» كواحد من أخلص وأوفى اللاعبين في ولاية الرئيس فلورنتينو بيريز الثانية، وتمت الصفقة بموجب قانون بوسمان، لكن مقابل حصول أبو إبراهيم على راتب سنوي خيالي لن تقل قيمته عن 100 مليون يورو، بعقد مدته عامين، مع إمكانية التجديد لموسم إضافي، فيما تعتبر صفقة تاريخية بكل المقاييس للنادي الملقب بالعميد والكرة السعودية، وكلمة السر تكمن في اللقب الدارج لكريم في الوقت الراهن، بوصفه أفضل لاعب في العالم – صاحبة البالون دور- وهذه الجزئية تكشف لنا أبعاد الصفقة والتحول اللافت سواء للكرة السعودية أو نادي الاتحاد، الذي سيلفت الأنظار في المرحلة المقبلة بصورة غير مسبوقة، لا سيما بعد تأكيد هذا التحول الأسبوع الماضي، بإعلان ضم قلب تشيلسي النابض السابق نغولو كانتي، وأيضا في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع أسود غرب لندن، وبينهما كشر الهلالي عن أنيابه بصفقة من الطراز العالمي، ردا على هذه الصفقات، وقبلها ضربة النصر الكبرى مع كريستيانو رونالدو، بخطف متوسط ميدان ولفرهامبتون روبن نيفيز، قبل أندية عالمية بحجم برشلونة وبايرن ميونخ، تمهيدا لمزيد من الصفقات التي ستكون حديث العالم، كلما اشتعلت حرارة فصل الصيف.

مفاجآت البريميرليغ

بإلقاء نظرة على أبرز الصفقات المحسومة سواء بشكل رسمي أو عملي، سنجد أن هناك أكثر من صفقة أثارت الجدل على نطاق واسع، منهم تضحية آرسنال بحوالي 60 مليون جنيه إسترليني، لشراء الجناح المهاجم الألماني كاي هافرتز من منافسهم اللندني تشيلسي، فيما وُصفت بالمقامرة غير المحسوبة بالنسبة لنادي المدفعجية، للصورة البائسة التي كان عليها اليافع العشريني على مدار 3 سنوات مع البلوز، كلاعب مزاجي له ومضات نادرة، ومن حسن حظه أن هذه الومضات تأتي في مواجهات تاريخية مثل نهائي دوري الأبطال وكأس العالم للأندية، لكن بوجه عام، ما زال يفتقر للاستمرارية والنسخة البراقة التي كان عليها مع فريقه الأسبق باير ليفركوزن، والمثير للاستغراب، أنها نفس الأزمة التي تسببت في ضياع لقب البريميرليغ على مشروع مايكل آرتيتا، بعد تراجع مستوى رجاله المخلصين، في مقدمتهم ساكا وأوديغارد. وفي أحسن الأحوال، السؤال الذي يفرض نفسه.. أين سيلعب هافرتز في تشكيلة آرتيتا، في ظل الوفرة المريحة في مركزه على الأطراف، أمثال مارتينيلي وساكا ليندرو تروسارد، حتى مركز رأس الحربة أو المهاجم الكاذب، يوجد البرازيلي غابرييل غيسيوس، لكن من يدري، قد تكون فرصة العمر بالنسبة للشاب الألماني، من أجل استعادة مستواه المميز الذي كان عليه في سنوات التألق في ملاعب البوندسليغا.
ونفس الأمر والغرابة، تنطبق على تحول المدرب بيب غوارديولا، تجاه متوسط ميدان تشيلسي الآخر ماتيو كوفاسيتش، مقابل رسوم يقول الموثوق فابريزيو رومانو، إنها ستلامس الـ30 مليون بعملة المملكة المتحدة، رغم علامات الاستفهام حول مردوده مع أسود غرب، كلاعب أقل ما يُقال عنه، يؤدي المطلوب منه دون أي ابتكار أو إبداع، إلا في مناسبات نادرة، على طريقة زميل الأمس هافرتز، لكن لأنه سيعمل تحت قيادة بيب غوارديولا، لا يمكن استبعاد عودة ملامح نسخته العالمية التي كان عليها مع إنتر، قبل التحول الصادم في مستواه سواء مع ريال مدريد أو تشيلسي، لكنه يبقى من الخيارات البديلة الجيدة، التي سيعول عليها بيب في فترات المداورة، للاستفادة من ذكائه الفطري وموهبته في الاحتفاظ بالكرة وتمريرها بشكل صحيح.
وأمام خروج كاي وماتيو، قام تشيلسي بالتوقيع مع مهاجم لايبزيغ كريستوفر نكونكو، مقابل رسوم تخطت حاجز الـ50 مليون باوند، ليربح النادي الألماني قرابة ضعف سعر ابن أكاديمية باريس سان جيرمان 4 مرات، بعد ضمه مقابل 13 مليون فقط قبل 4 سنوات، لكنه يعتبر صفقة جيدة بالنسبة لإدارة البلوز، بوصفه واحدا من أفضل لاعبي البوندسليغا، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق الموسم الماضي، إلى جانب كونه الهداف، وهذا السعر، يبدو جيدا، مقارنة بالأرقام الفلكية التي أنفقها المالك الجديد تود بويلي في صفقات أقل شهرة وجودة، بينما ليفربول، فقد استثمر بأكثر من 35 مليون، لشراء ماك أليستر من برايتون، على أمل أن يحل معضلة غياب عنصر الإبداع في وسط ملعب ليفربول، وأيضا لتعويض صفقة غود بيلينغهام التي كان يعول عليها المدرب الألماني يورغن كلوب، وبطبيعة الحال، إذا ظهر اللاعب بنفس الصورة التي كان عليها تحت قيادة روبرتو دي زيربي ومستواه مع منتخب بلاده الأرجنتيني في حملة التتويج بالكأس في قطر، سيكون ضربة معلم بالنسبة لأحمر الميرسيسايد، الذي يحتاج لدماء جديدة في وسط الملعب، بعد تقدم هيندرسون في العمر، وبالمثل جيمس ملينر قبل التخلي عنه.

الأغلى والأغرب

تبقى الصفقة الأغلى والأكثر متابعة إعلامية في أوروبا حتى الآن، هي انتقال نجم الوسط الإنكليزي غود بيلينغهام من بوروسيا دورتموند إلى ريال مدريد، في صفقة ضخمة كبدت الخزينة البيضاء نحو 103 مليون يورو، بخلاف المتغيرات على ما سيقدمه الشاب العشريني طوال مدة عقده، ليكون القطعة النادرة التي ستحمل لواء الوسط في عصر ما بعد الأسطورة لوكا مودريتش وشريكه توني كروس، جنبا إلى جنب مع أساطير المستقبل فيد فالفيردي وتشواميني وكامافينغا. أما الصفقة الأغرب على الإطلاق، فهي ذهاب البرغوث ليونيل ميسي إلى إنتر ميامي الأمريكي، مضحيا براتب أقل ما يُقال عنه فلكي من النصر السعودي، يُقال إنه سيلامس المليار يورو على مدار 3 مواسم، وضحى كذلك بفرصة العودة إلى برشلونة وإنهاء مشواره الأسطورة من حيث بدأ قصة الحب مع الساحرة المستديرة في «كامب نو» وفعل ذلك، نزولا إلى رغبة زوجته وأم أطفاله أنتونيلا ميسي، التي تُفضل استكمال الحياة في بلاد العم سام، على حساب مضاعفة الثروة التي جناها الزوج في غضون عامين أو ثلاثة، الأمر الذي أثار استغراب الملايين من متابعيه وعشاق اللعبة حول العالم، خاصة أولئك الذين انتظروا إحياء صراعه الأزلي مع كريستيانو رونالدو في العاصمة الرياض، ضمن الخطة الطموحة التي تستهدف وضع الدوري السعودي ضمن أقوى وأفضل 5 دوريات في العالم، بينما انتقال إلكاي غوندوغان إلى برشلونة في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع مانشستر سيتي، لاحظنا أنها لم تحدث ضجة ملموسة، كونها متوقعة ومنتظرة منذ عام، هذه تقريبا كانت أبرز وأهم الصفقات التي أحدثت ضجة في عالم كرة القدم في أول أسابيع الميركاتو الصيفي.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي