بعد أن تم منعها من مشاريع التطوير العقاري، والتفكير في حلها، وإعادة توزيع مستخدميها، عادت وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق للواجهة من خلال تصميم تهيئة سينتزع مئات الهكتارات من أصحابها بدعوى الحاجة لفضاءات خضراء، كما سيحكم على مئات المنازل بالهدم.
منتخبون بين الرباط وسلا يقولون أن الوكالة صارت مثل غول بدون رأس، بعد تعيين مديرها بالنيابة على رأس العمران.
كما يرون فيها سمسارا مطيعا لبعض الأطراف التي استبد بها الطمع في التهام كعكة الأراضي بالمنطقة دون أن تنتبه في الوقت ذاته للسخط الذي تزرعه لدى مئات الأسر التي ستفقد أراضيها الموروثة أبا عن جد، أو منازلها دون شرح أو تفسير، مادامت الوكالة تمارس مصادرة مقنعة تحت غطاء نزع الملكية بعد أن وعدت بتحويل المنطقة إلى جنة من المشاريع السياحية والعقارية والترفيهية غير أن المشروع برمته لاحقته لعنة لا زالت مستمرة منذ الأزمة العالمية لسنة 2009.
الوكالة التي صارت تستلهم أسلوب الوالي العقوبي في إنزال القرارات دون الحاجة لتواصل مع المعنيين بها، فاجئت الجميع بتصميم تهيئة يقتطع 450 هكتارا من أراضي الولجة بالرباط لجعلها مساحة خضراء، كما سيحول معظم أراضي احصين المشرفة على الوادي من جهة سلا منطقة خضراء ، هذا في وقت تتعرض فيها غابة معمورة لعملية اجتثاث غير مسبوقة.
الوكالة تستفيد حاليا من وجود عمدة لا يحرك ساكنا بسلا بحكم تهميشه بشكل مطلق، ومذل، من العامل والوالي.
كما تستفيد من عمدة الرباط التي جعلت مكتبها على الطائرة في ظل انشغالها لحد الهوس بالسفريات للخارج.
هشام الداغرية وهو مستشار جماعي بمجلس مقاطعة احصين، وفاعل معروف بالمنطقة قال أن الوكالة صارت تتصرف وكأنها فوق القانون بعد أن ظلت في حال كمون لأزيد من 14 سنة راكمت فيها فشلا تلو آخر.
وقال الداغرية “نحن أمام حقوق ستهضم بمنطق الاستقواء على مواطنين، كما أننا أمام أسر سيتم رميها للشارع في ضل الوضعية الغامضة لأحياء ومشاريع تم مسحها بجرة قلم في تصميم التهيئة الذي رمت به الوكالة قبل أن تديرها ضهرها للجميع”.
ونبه الداغرية من أن الصمت على الجرائم التي تضمنها تصميم التهيئة سيضل مثل وصمة عار سيلاحق منتخبي المدينة ما لم يتم التدخل من أجل انصاف المتضررين، وأجبار الوكالة على اتباع المساطر القانونية وأساسا على الجلوس للطاولة لشرح ما يجري للمواطنين.
وكان اسم وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق قد اقترن بسلسلة من الفضائح التي كلفت الملايير من المال العام من بينها عملية هدم جزء من الانشاءات المرتبطة بجسر “التراموي” بعد غضبة ملكية.
حدث ذلك ضمن ثاني نكسة تتعرض لها وكالة تهئية ضفتي أبي رقراق بعد هدم مشروع “كرين تيك فالي” المحاذي للمارينا وقنطرة الحسن الثاني بسلا.
جاء ذلك أيضا اثر غضبة ملكية فرضت مسح المشروع من خارطة المنطقة في أكبر زلزال عرفته وكالة تهيئة أبي رقراق منذإ حداثها في سنة 2005 .
وكانت عملية هدم مشروع “الواحة الخضراء” الذي رصد له غلاف مالي يناهز 250 مليار سنتيم، و الذي حصل على كافة التراخيص من الوكالة ومن باقي الأطراف المعنية بما فيها جماعة سلا قد انطلقت أيضا ليلا لتسوي المشروع بالأرض، وتفرض إعادة النظر في تصوره بشكل جذري بعد أن بلغت أشغاله مراحل متقدمة.
جاء ذلك بعد أن اتضح انه سيسيئ كثيرا لجمالية المنطقة وسيحجب رؤية المسرح الكبير و”المارينا” والبرج، كما سيخلق اختناقات مرورية كبيرة.
ووفق مصادر متطابقة فان الوكالة التي تعاني من تضخم عدد العاملين بها وانتفاخ أجورهم وتعويضاتهم، تحولت لعبء مالي، بعد الاخفاقات الكثيرة التي راكمتها في مجال التطوير العقاري.
حدث ذلك قبل أن تتورط في عدد من الاخطاء التي فرضت الشروع في عمليات هدم جد مكلفة، في ضل اتساع حدة الانتقادات الموجهة للسرية التي تفرضا حول سير عدد من المشاريع التي أعلن عنها في وقت سابق دون أن ترى النور، وأيضا تخليها عن صيانة المشاريع التي تم انجازها وخاصة القنطرة الحسنية التي كلفت 120 مليار سنتيم، بعد ظهور عيوب واضحة في مدخلها الشمالي والجنوبي.
تعليقات ( 0 )