أكثر من أربعة أسابيع أمضاها عبد الصمد الزلزولي متأرجحا بين اختيار تمثيل المنتخب المغربي ونظيره الإسباني.. في الأخير اختار نجم برشلونة تغليب منطق الربح والخسارة وأن يدير ظهره لخطاب القلب.
الزلزولي، الذي يعد أحد اكتشافات الموسم في الليغا الإسبانية مع البارصا، والبالغ من العمر 20 سنة فقط حصل على الجنسية الإسبانية مؤخرا، حسب وسائل إعلام في الجارة الشمالية من أجل تمثيل “لاروخا”، منهيا الجدل الذي رافق إمكانية وصوله إلى المغرب من أجل الاستعداد رفقة الكتيبة الوطنية لدخول غمار بطولة إفريقيا للأمم في الكاميرون 2022 .
وانطلقت مسيرة الزلزولي في نادي رجاء بني ملال، في ذات المدينة التي رأى فيها النور، ويشغل مركز مهاجم جناح، كما سبق وأن وجهت له الدعوة مع المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة وأقل من 23 سنة. قبل أن يحط الرحال في فريق هيركوليس سنة 2019، لتنطلق مسيرته الاحترافية التي توجها بالتوقيع في الفريق الرديف لبرشلونة في الموسم 2021-2022 التي شهدت إلحاقه بالفريق الأول، حيث قدم مستويات متميزة جعلته أحد أبرز اللاعبين المغاربة الممارسين في أوربا، بعد أوفول نجم تشيلسي حكيم زياش.
الدولي، عبد الصمد الزلزولي، شارك في مباراته الأولى مع نادي برشلونة ضد ألافيس، لحساب الجولة 12 من الدوري الإسباني في 30 أكتوبر الماضي. ودخل الزلزولي محل زميله أوسكار مينجيزا في الدقيقة 82 مسجلا أول ظهور رسمي له في فريق “البلوجرانا” الأول، بعدما ظل حبيس الفريق الرديف. ووصف اللاعب المغربي، عبد الصمد الزلزولي، مشاركته كبديل في مباراة الفريق الأول لبرشلونة ضد ديبورتيفو ألافيس في الليغا، بـ”اللحظة التي لا تُنسى”.
وتلقى الزلزولي، الذي ولد في 17 دجنبر 2001، تكوينه في فريقي إلتشي وهيركوليس، قبل أن ينتقل إلى برشلونة في غشت الماضي مقابل مليوني يورو.
ووفق صحيفة “سبورت” الكتالونية، فإن الزلزولي يشكل أحد الرهانات بالنسبة للإدارة الحالية لنادي برشلونة، وتعتبره بمثابة ورقة رابحة للمستقبل، سواء كلاعب أو على صعيد الاستثمار. ويعتبر الفتى الواعد من مواليد مدينة بني ملال دائم التردد على مسقط رأسه.
ووقع عبد الصمد الزلزولي على عقد يمتد لـ3 سنوات مع برشلونة، مع خيار التمديد لموسمين إضافيين، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة من إدارة النادي الكتالوني في قدرات اللاعب المغربي.
المثير للاهتمام أن مسؤولي البارسا وضعوا شرطا جزائيا ضخما قياسا بسن اللاعب وقيمته السوقية، والتي بلغت 200 مليون يورو، للسماح له بالرحيل قبل نهاية عقده.
أخطأ القائمون على الشأن الكروي في المغرب بتأخرهم في دعوة عبد الصمد الزلزولي منذ مباريات الجولة الخامسة والسادسة من تصفيات بطولة كأس العالم، بشكل جعل المناداة عليه للدخول مباشرة في الـ”كان” أشبه بوضع اللاعب الواعد أمام فوهة بركان البطولة الإفريقية، وساهم تألق الزلزولي في المباريات الأخيرة في البارصا في ارتفاع أسهمه داخل بورصة الأندية الأوربية بشكل جعل تشافي هيرنانديز يرفض تسريح اللاعب للمشاركة في الكان في حال قرر تمثيل المغرب، دون إغفال الإغراءات والضغوط التي تعرض لها بن بني ملال من أجل رفض دعوة البوسني، وحيد خاليلوزيتش، للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون، خاصة أن مباراة كلاسيكو حارق من المنتظر أن تجمع بين قطبي الكرة الإسبانية في يناير المقبل في إحدى ملاعب المملكة العربية السعودية، إلى جانب مباريات حاسمة أخرى تتنظر البارصا على غرار نزال أتليتيكو مدريد في الليغا وفالنسيا في كأس الملك الإسباني.
قصة الزلزولي لا تختلف كثيرا عن تفاصيل ’’الحرب‘‘ التي خاضتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سابقا ضد الاتحاد الإسباني من أجل الظفر بموافقة منير الحدادي للعب لأحد المنتخبين، لكن النهاية قد لا تكون متشابهة، فالحدادي ندم ندما شديدا أنه لم يضع إمكانياته وموهبته على ميزان ما يوافقها، حتى ولو توقع الكثيرون للملالي الأصل بمستقبل زاهرا، بعدما تشبث رونالد كومان وتشافي هيرنانديز، اللذان قدما إشارات على أن موهبة الزلزولي تستحق العناية والاهتمام لتلمه إمكانيات ومقومات كروية عالية جعلته أحد نجوم الفريق الكتلاني هذا الموسم، غير أن ذلك لا يؤشر بأي شكل من الأشكال لنجاح قصة الشاب مع كتيبة لويس إنريكي.
وكتبت صحيفة الإسبانيول، أن قضية الزلزولي يمكن أن تتحول إلى خلاف رياضي وسياسي بين إسبانيا والمغرب، كما حدث في حالة منير الحدادي الذي مثل منتخب لاروخا لسبع دقائق فقط، قبل أن يتم إهماله، إلى غاية انتشال الجامعة المغربية لكرة القدم له بعد موافقة الفيفا على مقترح تقدم به فوزي لقجع من أجل السماح بتغيير اللاعبين لجنسياتهم وفق شروط محددة. فهل يُلدغ المغربي الآخر من نفس الجحر مرتين؟
وبذل الاتحاد المغربي، برئاسة فوزي لقجع، جهودا كبيرة من أجل قطع الطريق على الاتحاد الإسباني، وإقناع اللاعب بالموافقة على الانضمام للأسود والمشاركة في الكان المقبل، حيث أفادت تقارير إعلامية بأن لقجع تواصل مع اللاعب ومحيطه الأسري لثنيه عن رفض دعوة المغرب، مذكرا الأخير بالتجربة السيئة للحدادي مع المتادور الإسباني.
وقبل تأكيده رفضه اللعب للنخبة الوطنية، كانت ’’شبكة كادينا كوبيه‘‘ الإسبانية قد فجرت مفاجأة مدوية بشأن اختيار عبد الصمد الزلزولي للمنتخب الذي سيمثله، حيث أفادت أن الدولي المغربي لا يريد تفويت فرصة التألق مع برشلونة التي برز فيها بشكل كبير هذا الموسم، مضيفة أنه يمكنه اللعب لتمثيل منتخب إسبانيا كونه يملك الجنسية الإسبانية.
ونقل الإعلامي الإسباني، جيرارد روميرو، أن وثائق الزلزولي بخصوص الجنسية الإسبانية جاهزة، ويمكنه الحصول على استدعاء لتمثيل لاروخا في اليومين الماضيين.
الزلزولي.. هل يُلدغ عبد الصمد من نفس جحر الحدادي؟

تعليقات ( 0 )