تم تعيين مدير جديد لمديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية، وهي المديرية التي لاحقتها شبهات فساد كثيرة، في انتظار الإعلان عن اسم من سيخلف يوسف بلقاسمي الكاتب العام السابق بوزارة التربية الوطنية الذي غادر نحو منصب آخر مخلفا ورائه جبلا من الملفات والفضائح.
وصادق المجلس الحكومي أمس على تعيين الدكتور محمد زروالي كمدير للمناهج بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
والزروالي هو أستاذ سابق بالمركز الوطني لتكوين مفتشي التعليم بالرباط، ومدير مكلف بالبحث العلمي بنفس المركز.
وراكم الزروالي تجربة وخبرة في مجال الهندسية المنهاجية ما جعل عددا من المتتبعين يراهنون على الرجل من أجل تنظيف مديرية المناهج من صفقات تفريخ المقررات التي سبق وأن فجرت اتهامات مباشرة للمديرية بالتواطؤ مع الناشرين لجني أرباح فلكية على حساب المغاربة تحت غطاء تجويد وتنقيح المقررات.
وصارت مديرية المناهج تنعت من قبل عدد من المتتبعين بالدجاجة التي تبيض ذهبا بعد توالي عدد من الصفقات المثيرة للجدل التي وصلت رائحتها لرئاسة الحكومة والوزير دون أي محاسبة.
وكانت التغييرات التي أعلنتها الوزارة على عدد من الكتب المدرسية في السنوات الماضية مع بداية الدخول المدرسي قد خلفت احتجاجات قوية خاضها الكتبيون وسط مطالب بوضع صفقات المناهج والمقررات الدراسية تحت مجهر التدقيق و الافتحاص.
احتجاجات جعلت مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية تضطر لتجميد عملية تغيير المقررات الدراسية بشكل مؤقت، وذلك بعد انتقادات لاذعة تطورت إلى شكوى الكتبيين بحضور رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، من وجود تفاهمات “غير بريئة” بين شركات النشر والمديرية، تقف وراء تغيير المقررات بشكل سنوي وبمبرر واهية من قبيل تنقيح المضمون.
واضطرت الوزارة لاتخاذ هذا القرار لاحتواء غضب الكتيبين، خاصة بعد الاتهامات التي وجهت لمديرية المناهج بالانخراط في “صفقات” تستنزف المال العام دون قيمة مضافة تحت غطاء تجويد المناهج.
وواجه الكتبيون رئيس الحكومة بكون المديرية تعمد لاستغلال تغيير الوزراء من أجل تفريخ المزيد من الصفقات المرتبطة بتغيير المناهج، وهو ما يخدم بالأساس بعض دور النشر بعينها.
جاء ذلك بعد مسلسل التغييرات الطارئة التي قال الكاتب العام للجمعية المهنية للكتبيين بالمغرب أنها باتت تطرح الكثير من علامات الاستفهام، كما تفرض على الكتبيين التخلص من المقررات القديمة، ما يعرضهم لخسائر مالية جسمية، قبل أن يطالبوا بإضفاء الشفافية، والحكامة على عمل مديرية المناهج.
تعليقات ( 0 )