أكد الأكاديمي المغربي حسن أوريد، أن الموت “الاكلينيكي” للسياسة هو الأرضية الخصبة للشعبوية، والتي تأتي في ظل هذا الموت كـ “طلب”.
وقال أوريد خلال استضافته في بودكاست “بعد أمس” على الجزيرة نت، إن الشعبوية ظهرت أولا في أوروبا وأمريكا، ثم مؤخرا بأشكال أخرى في الهند وتونس وغيرهما.
وشدد مؤلف كتاب “الشعبوية أو الخطر الداهم”، على أنه يجب رصد هذا الداء بغية إجراء العلاج، كما يجب أن نفهمها على الوجه الصحيح.
وذكر أوريد أنه بعد أحداث 11 سبتمبر كان الحديث الأبرز بالعالم والولايات المتحدة أساسا ينصب حول ظاهرة الإرهاب، لكن اليوم الشعبوية هي محور النقاش في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بالرباط، أن الشعبوية تبرز كمؤشر على موت واحتضار الديمقراطية، مشيرا إلى أن من دلائل ذلك الاحتضار هو العنف وفشل المؤسسات، وفشل المؤسسات الوسيطة.
“الشعبويون يصلون عبر الانتخابات أو الديمقراطية”، يقول أوريد، مشيرا إلى أنهم بعد ذلك يقوضون المؤسسات، بوضع اليد عليها وشيطنة الخصوم، واتهام الآخرين بالخيانة وغيرها.
وفي الحالة التونسية مثلا، ذكر أوريد أن الرئيس قيس سعيد لا يشتغل لوحده، بل من خلفه منظرون وخبراء للشعبوية، مشيرا إلى أنه استغل المناوشات الحزبية في البلاد، وتآكل الطبقة السياسية، والحوار حول الجوانب القانونية بدل البحث عن حلول للأزمة الاقتصادية.
ولذلك، يردف أوريد، “التجربة التونسية تتوافر فيها عناصر الشعبوية”، لكن، يستدرك المتحدث ذاته، الشعبوية ليست قدرا نهائيا أمام العالم أو الوطن العربي، بل يمكن الخروج منها، وتجاوز الوعكة الديمقراطية، بتعبير الأكاديمي المغربي.
حسن أوريد: الشعبوية تبرز كمؤشر على موت واحتضار الديمقراطية

تعليقات ( 0 )