شرعت العاصمة الرباط في حصد نتائج التدبير الكارثي لصفقة النظافة التي تكلف ميزانية المدينة 26 مليار سنتيم سنويا.
وغرقت أهم شوارع الرباط “مدينة الأنوار” في النفايات، بما في ذلك محاور في قلب العاصمة كباب الرواح المحاذي للقصر الملكي، فضلا عن الشوارع الرئيسية والمؤسسات العمومية،و المرافق العامة بما في ذلك محطة القطار أكدال التي تعتبر وجه الرباط أمام الزوار.
يذكر أن عمدة الرباط أسماء اغلالو أصرت على تمرير الصفقة رغم المعارضة الشديدة لعدد من المستشارين.
جاء ذلك بسبب عدد من النواقص والثغرات التي تهدد المدينة بأضعف صفقة بعد اختيار شركات لها سجل أسود .
وسجل مستشارو فيدرالية اليسار مجموعة من التحفظات على العقود منها انتقال العقود من الأداء عن حمولة الأزبال (tonnage) إلى الأداء الجزافي (forfait) و هو ما يجعل نظافة الرباط في خطر في ظل ضعف منظومة المراقبة.
كما انخفض عدد الحاويات المخصصة للمنازل الفردية من 12.000 في العقدة السابقة إلى 1.600 في العقدة الحالية.
وسجل مستشاروا الفيدرالية تحفظهم على اختيار شركة Arma المشرفة حاليا على حسان، تواركة و يعقوب المنصور التي بينت عن قصور في جمع النفايات الذي أدى إلى تكاثر النقط السوداء بهذه المناطق.
كما أن ذات الشركة ارتكبت خرق قانوني جسيم في الفترة السابقة بعد خروج شريكها Derichebourg من رأسمالها دون أخذ موافقة مجلس مدينة الرباط كما ينص على ذلك العقد، و هو الأمر الذي لم تتم تسويته في مجلس المدينة إلا مدة طويلة بعد الخروج الفعلي للشريك الفرنسي.
كما تحفظ مستشارو فيدرالية اليسار على اختيار شركة SOS التي عرفت مشاكل عديدة في مدن مغربية أخرى كسلا و الخميسات و القصر الكبير، نتج عندها إضرابات متكررة للعمال و فسخ عقدها في عدد من المدن، و منحها الاشراف على نظافة مناطق جدد حساسة في مدينة الرباط كحسان و تواركة و المدينة القديمة و قصبة الأوداية وهو الاختيار الذي طرح عدة علامات استفهام حول خلفياته، علما أن ذات الشركة حازت سمعة جد سيئة بمدينة سلا .
تعليقات ( 0 )