لماذا يهرب المغاربة من بلدهم….؟

غرق رئيس الحكومة وجميع المسؤولين المغاربة في صمت مطبق بعد فاجعة أسفي التي انتهت بفقدان حوالي 20 مغربي ومغربية من اقليم قلعة السراغنة.

حدث ذلك بعد مأساة مماثلة أودت بحياة 12 شاب من الحالمين بالهرب نحو الضفة الأخرى.

سلوك ليس طارئا، بل عايناه بعد فاجعة زناتة التي  خلفت 19 قتيلا لفظ البحر جثثهم، مع أكياسهم البلاستكية التي كان يحملون فيها قليلا من التمر.

 نفس الصمت المختلط برائحة الموت حدث بعد فاجعة لانزاروتي التي خلفت 15 ضحية  بقيت جثثهم عالقة لأسابيع. 

 اليوم لم يعد البحر المتوسط وحده من يستحق لقب المقبرة، بل صار للمحيط الأطلسي بدوره نصيب وافر من جثث الهاربين من الفقر والبطالة ،بعد أن أصبحت قوارب الموت تنطلق اليوم  من معظم المدن الساحلية.

 لقد كنا نتوقع أن سيل هذه الفواجع  كاف لخلق نقاش عمومي كفيل بطرد سحب اليأس.

 يأس تغول في نفوس الكثيرين ممن أيقنوا أن الوطن تنكر لهم، ليفقدوا الأمل في حدوث  تغير  ينعكس على واقع الناس في بلد  قال البنك الدولي أنه متخلف عن أوروبا بأربعة قرون، فيما لا يبعد عنها سوى بأربعة عشرة كليو مترا.

 اليوم جف حبر التمني بالنسبة للكثيرين، كما قالت حياة بلقاسم تلك الشابة التي أنهت رصاصة حلمها بالهجرة.

 كلمات تحولت لقناعة جماعية، بعد أن عادت حمى “الحريك” إلى أوجها، وصار الآلاف يتزاحمون ويطرقون جميع الأبواب، بحثا عن فرصة للهرب من بلد توجد فيه جميع العوامل المحفزة على اليأس، مرورا بالفساد المستشري، وصولا لتردي  خدمات التعليم والصحة والسكن، وانعدام فرص الشغل والجريمة والفقر والتهميش.

 حمى “الحريك” الذي قال وزير الداخلية انه “ليس حلا” دون طرح البديل، صارت تتفاقم بحدة.

 اليوم أصبحنا في بلد نسبة كبيرة من مواطنيه يحلمون بهروب جماعي حتى ولو كان ثمنه الموت أو البداية من الصفر.

هروب يفضل المسؤولون التعامل معه ك”هجرة”، دون أن يطرحوا سؤال مما يهرب هؤلاء؟.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي