“السيرك” السياسي بالمغرب

 من عاين “القربلة” التي عاشها مجلس النواب أمس سيخرج بنفس القناعة، وهي أن الحكومة في واد والمغاربة في واد آخر.

 كما سيتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن السياسة بهذا البلد ماتت منذ زمن  دون أن يتم إكرامها بالدفن.

 رئيس الحكومة ولأن سلته، هو وفريقه الحكومي بجميع أحزابه، فارغة من الانجازات الحقيقية التي ينتظرها المغاربة على  مستوى الصحة، والتعليم، وجودة الحياة، لازال يواصل اللعب على الأرقام، والنوايا التي يقوم بتسويقها بطريقة دعائية فجة،وكأننا حققنا انجاز خارقا سيجعل البلد يعرف طفرة تاريخية.

 الغريب أن الرجل هو وفريقه الحكومة يتعاميان عن جبل من التقارير الدولية والوطنية التي تطرق “جدران الخزان”.

تقارير تحذر من تفاقم المؤشرات الكارثية فيما يتعلق بنسب الديون وتنامي مسببات السخط الاجتماعي، وتردي المستوى المعيشي للمغاربة، وغرق  القطاعات الاجتماعية، و تغول الفساد وتنامي الاحتكار والريع.  

  من حق المغاربة إذن يفقدوا ثقتهم في سياسيين يصنعون الكذب والوهم ويعيشون فيه.

 بل ويحاولون فوق ذلك إقناع الرأي العام باعتناقه، عوض التحلي بخطاب واقعي قريب من الشارع وانتظاراته المتراكمة التي لم تعد تحتمل لا التأجيل، ولا الحلول الترقيعية التي تختبئ ورائها الحكومة، التي أصبحت تنصت لاملاءات المقرضين الكبار، بدل أن تستمع وتتجاوب مع شارع يغلي يوما بعد يوم.

  لن نلوم رئيس الحكومة فالرجل اتضح وفي أكثر من مناسبة أنه رجل أعمال سقط سهوا على السياسة، بعد أن طلب منه ذلك، ليستغل قبعته من أجل مضاعفة أرباح شركاته…

 تماما كما استغل منصبه الحالي ل”رد الصرف” المغاربة بعد حملة المقاطعة التي جعلته المطلوب الأول في المملكة، قبل أن يتوعد بإعادة تربيتنا جميعا.

والواقع أن يستحق اللوم الشديد، هو هذا الزمن السياسي الرديء الذي  وصلنا إليه، والذي جعل المغاربة في مواجهة نخب متهافتة، و فصامية، وأحزاب فارغة، وانتهازية.

 أحزاب تتناوب على التنكر لهم في كل مرة، وفوق ذلك يطلب منهم  بدعوى الواجب الوطني، أن يختاروا منها مجددا من سيجلس بالقرب من مائدة السلطة.

 تماما كمن يفرض عليه الاختيار بين الطاعون والكوليرا…

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي