حكومة الملياردير و تفقير الشعب

 

هي حكومة يرأسها رجل أعمال هاجسه الربح ، وملياردير يحتكر جزءا مهما من سوق المحروقات بالبلاد.

لهذا السبب فإن الرجل يعاني حالة مستفحلة من الفصام الذي يجعله غير مبال بنبض الشارع.

كما يجعله غير آبه بحالة الغليان والاحتقان التي بدأت تستشري في صفوف عموم المغاربة، بعد السعار الذي أصاب أثمنة عدد من المواد والسلع دفعة واحدة وبمستويات غير مسبوقة.

هذا الفصام انتقل على ما يبدو لباقي وزراء الحكومة ومعهم قيادات الأغلبية الحكومية.

لهذا السبب نعاين جرعة جديدة من لغة الخشب من خلال تصريحات تربط الغلاء بالدولار، والحرب الأوكرانية وشح التساقطات كما يفعل عادة كل من يجلس في هذا المنصب.

أكيد أن السي بركة ومعه وزير “التقاشر” لم  يعد يتجول بين الناس ويمشي في الأسواق، ليرى السكتة القلبية التي توقعها حزبه.

أو يحس بالنار التي تكوي جيوب عموم المغاربة، بعد أن قفز سعر الدجاج لما فوق 20 درهما، وصعدت أسعار المحروقات للجبل، وهنا لن نتحدث عن “السي أخنوش: مادام المستفيد الأول من هذا الوضع، وبالتالي لن نتوقع أن يتقمص دور محامي الشعب على حساب رصيده البنكي.

المفارقة أنه،و في الوقت الذي تتصارع فيه شريحة واسعة من الشعب من أجل العيش بكرامة وضمان كسرة خبز مر يخرج علينا مسؤولون يبتسمون أمام كاميرات التلفزيون، ويرشقون المغاربة بأرقام وتصريحات فاسدة و منتهية الصلاحية.

تماما كما يفعل الناطق الرسمي “باسم رئيس الحكومة” حين يؤكد دون أن يرف له جفن بأن هذه الأخيرة “تعمل باستمرار على المحافظة على القدرة الشرائية للمغاربة، وتحسين ظروفهم المعيشية” ؟؟.

لطالما تعاملت الدولة بحساسية مفرطة، مع الزيادات التي تمس المعيش اليومي لعموم المغاربة، بل  وتدخلت في أكثر من مرة لمعالجة أسبابها بعد  أن سخرت ممثلي السلطة بالمدن  من أجل جس نبض الشارع تجاهها.

حدث هذا في الماضي، حين كانت وزارة الداخلية  تتوجس من أن يقود الحديث عن الزيادات المتتالية إلى إحياء تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، وبالتالي إذكاء جذوة الاحتجاجات  ضد ارتفاع الأسعار.

هذا علما أن هذه التنسيقات لعبت دورا مهما في التصدي لعدد من الإجراءات والقرارات  الحكومية “لاشعبية” في عهد حكومة عباس الفاسي، وكذا ممارسات بعض شركات التدبير المفوض لتختفي  شهورا قبل موجة الربيع العربي بعد أن نالت نصيبا سخيا من الهراوة.

اليوم تعتبر الحكومة نفسها غير معنية بالمطلق بما يحدث من استنزاف لجيوب المغاربة، بعد أن باعت لنا القرد على شكل وعود انتخابية.

اليوم سيكون عسيرا على المواطن البسيط أن يفهم كيف أن مادة أساسية كالزيت شهدت10 زيادات، وكيف أن المحروقات صارت رخيصة في خمس قارات باسثتناء المغرب.

كما سيكون عسيرا عليه بلع الخطابات الداعية لعدم تبخيس دور المؤسسات، وهو يعاين كيف أن الحكومة، وكافة الأجهزة المتدخلة في عملية المراقبة والرقابة والزجر تقف متفرجة أمام عمليات الاستنزاف التي يتعرض له جيبه، لصالح من يسعون لكسب ربح سريع وسهل.

كنا نحذر حتى وقت قريب من أزمة الثقة في المؤسسات التي استفحلت ووصلت ذروتها بعد حراك الريف.

اليوم نحن نحذر المسؤولين من الإفراط في الثقة التي تجعلهم يتمادون كثيرا في إنهاك المغاربة بسوء الخدمات، والضرائب، والغلاء الذي تحول إلى كير يتعامى رئيس الحكومة عن النافخين فيه.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي