يحتفظ المغاربة بقواسم مشتركة بين جميع الوجوه التي تعاقبت على منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة، وهي امتلاكها لوجه “قاصح”، ولسان خشبي طويل، ورصيد لا ينتهي من التبريريات الجاهزة التي تقلب الباطل حقا.
لكن السي مصطفى بايتاس الذي تحول من معلم، لمحامي، ثم وزير، تفوق وسط جميع هؤلاء، بعد أن خرج، و”اخرج فينا عينيه”مرارا ليقول بأن القدرة الشرائية للمغاربة،”هي القضية رقم 1 بالنسبة للحكومة، وأن هذه الأخيرة لا يمكنها أن تتساهل مع أي إجراءات أو قرارات تمس بها، في وقت يواصل فيه رئيسه السي اخنوش ربح الملايير مستفيدا من غلاء المحروقات.
السي “بايتاس” جعل الحكومة كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته.
هذا لأنه وعلى ما يبدو لم يعد كباقي المواطنين يمشي في الأسواق ليرى رأي العين، الأسعار الفاحشة التي بدأت تتناوب على قتل ما تبقى من روح في جيب عموم المغاربة الذين يتناقلون خبر استعادة الدجاج لقدرته على الطيران بعد أن حلق سعره ليتجاوز24 درهما للكيلو غرام، في بلد يصل فيه ثمن الكيلو غرام من اللحم ل 80درهما، وقنينة الزيت ل100 درهم بالتمام والكمال.
لن نطالب بايتاس بتفسير استمرار غلاء المحروقات، ولا حالة السعار التي أصابت أثمنة الدجاج الذي يبقى ملاذا يطعم مسحوقي هذا الوطن ممن أصبح سعر اللحوم والسمك باستثناء “السردين” و”كابايلا” بعيدا جدا عن متناولهم.
هذا لأن مهمة بايتاس كناطق رسمي، و”مزين” حكومي ليس مصارحة المغاربة، بل التعامل معهم بلغة المن والصدقة، ومنطق القفة التي حملت حزبه، و رئيسه لرئاسة الحكومة.
هذا حتى لا نتهم بأننا ناكرون لجميل الحكومة التي يؤكد بايتاس بمناسبة وبدونها أنها كافحت و ضحت مسكنية من أجل عدم الزيادة في أسعار غاز البوتان، والسكر، والدقيق، بعد أن يقوم بوضع أجوبة جاهزة لأسئلة “بايتة” سامح الله من يقبل بطرحها تحت الطلب.
ولأن المناصب تغير ألسنة الناس، وقلوبهم، ووجوههم ،فلا بأس من تذكير بايتاس بأن حماية القدرة الشرائية للمواطن لا تمر فقط عبر السكر والدقيق، بل تتم أساسا عبر رفع الأجور، وإقرار توزيع عادل للثروة، و عدالة ضريبية.
كما تتم عبر “اظهار حنة اليد” برفع معدلات النمو لخلق حركية اقتصادية كفيلة بأن تغير واقع المغاربة الاجتماعي.
كما تتم عبر التصدي للوبيات التي تستقوي على شعب بأكمله، والتي تسعى لتكريس واقع الريع والاحتكار و التواطئات الذي تبقى أسعار المحروقات أكبر عنوان لها، كما يبقى السي اخنوش عراب الوزير “بايتاس” أكبر مستفيد منها…… وللحديث بقية.
تعليقات ( 0 )