السارق الذي جمع بين الجريمة والسياحة

 فسحة الصيف

قصة جريمة

شعر عدد من المسؤولين الأمنيين بمدن مغربية مختلفة بالحرج بعد أن تقاطرت عليهم عشرات الشكايات التي تتعلق بسرقة المنازل و الإقامات في ظروف مختلفة.

كما فشلت التحريات المكثفة التي تم إجرائها في تحديد هوية الفاعل الذي نجح في تنفيذ سرقاته بدقة بالغة، بعثرت أوراق المحققين الذين اعتقدوا في البداية بان الأمر يتعلق بسرقات متفرقة من طرف عدة عناصر إجرامية توحدت ضمن عصابة محترفة.

بعد أن تم فك لغز هذه السرقات من طرف أمن مكناس، وقف المحققون على تفاصيل واعترافات مثيرة بعد أن اتضح أن من يقف ورائها هو مغربي ولد بالمانيا وعاش هناك رفقة عائلته، قبل أن يتم ترحليه بالنظر إلى سلوكه الإجرامي الذي جعل السلطات الألمانية تفقد صبرها وتضعه على  أول طائرة متجهة نحو المغرب، وهناك اختار المتهم أن يسلك نهجا إجراميا متميزا للغاية جمع بين السرقة والسياحة، ما قاده لاكتشاف عدد من المدن المغربية.

المتهم وبعد أن علم أن مدة إقامته بألمانيا أصبحت معدودة حرص على أن يجلب معه تذكارا يساعده على حياته الجديدة ببلده الأصلي، وكان التذكار مجموعة من المفاتيح الألمانية الصنع التي كان يستعين بها في تنفيذ سرقاته التي شملت عشرات الاقامات الراقية وكذا منازل في ملكية مهاجرين مغاربة.

كان المتهم يتمتع بذكاء عال جعله يبقى بعيدا عن الشبهات وعن أصفاد الشرطة، حيث كان يلجا إلى تنويع مكان اشتغاله ويقيم بمدينة معينة لأسابيع، وخلال هذه المدة يدرس بعناية طبيعة الاقامات المستهدفة، وتحركات أصحابها قبل أن يتسلل إليها ويهزم أقفالها باستعمال مفاتيحه الألمانية، ومن يتم يقوم بسرقة ما بداخلها من منقولات قيمة ومجوهرات وحلي، و هكذا نفذ 56 عملية بالناظور بحكم تواجد عدد من الاقامات الفارغة المملوكة لمهاجرين مغاربة، في حين بلغ عدد عملياته بمدينة المحمدية 5 عمليات، وثلاث عمليات بمدينة تمارة وأربع سرقات بتازة و 13 سرقة بمكناس، ليطبق حرفيا المثل المغربي الذي يقول “حجة وزيارة”.

السارق الذكي والبالغ من العمر 29 سنة اعترف للمحققين بأنه كان يلجا إلى كراء سيارة خلال مدة إقامته بالمدينة التي يختارها من خارطة سرقاته، ويستعين بالسيارة للقيام بجولات من اجل  تحديد الاقامات المستهدفة والترصد أمامها دون إثارة الشكوك قبل تقرير مصيرها.

النجاح  الباهر الذي حققه المتهم، وكذا المبالغ المالية المهمة التي كان يجنيها من وراء بيع المسروقات جعله يرفع من وثيرة  جرائمه التي أصبحت بالعشرات، ما جعل الشكوك تتجه نحوه بالنظر إلى تشابه طريقة التنفيذ وعدم عثور المحققين على أي أثار ترتبط بالسرقات التقليدية من قبيل كسر الأقفال أو  خدوش على النوافذ و الأبواب، خاصة وان له سوابق في المجال، ليتم إصدار مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حقه، مع تركيز التحريات لتحديد مكانه.

أمن مكناس سينجح في اعتقال  المتهم الذي  حطم رقما قياسيا في عدد السرقات، حيث عثر بحوزته على عدد من المنقولات والحلي والمعدات الكترونية التي قام بالاستيلاء عليها  تمهيدا لبيعها، والى جانب ذلك حجزت عناصر الشرطة القضائية التابعة لأمن مكناس أزيد من 150 مفتاحا ألمانيا استعمله السارق في تنفيذ جرائمه، كما اتضح أن لهذا الأخير ذاكرة قوية جعلته يسرد على المحققين قائمة طويلة من المنازل التي قام بسرقتها في عدة مدن،  وكذا الطريقة التي كان يعتمدها من اجل تصريف غنائمه ليتم بعد ذلك إحالته على المحاكمة  من أجل السرقة ، واستعمال ناقلة ذات محرك مع ظروف التشديد وحالة العود.

 

 

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي