“الهوليكانز” و” الريفوتريل”

موجة الكراهية الخطيرة، والطارئة، التي تسللت إلى رياضة كرة القدم من بوابة” التشجيع” تطورت اليوم إلى عمليات تخريب عمدية  واسعة النطاق.

موجة تنفلت من كل مباراة لتنشر الخراب والترويع والتنكيل بالأبرياء.

نحن أمام  سعار حقيقي أنتج لنا  اليوم سلوكات إجرامية غير مسبوقة، في  مؤشر آخر على فشل جميع المقاربات التي اتخذت من أجل احتواء العنف الرياضي الذي  تجاوز اليوم  الملاعب، وانتشر في الأحياء والأزقة والطرقات بل وصار يقتحم البيوت والمحلات التجارية .

لقد صرنا أمام لغة ثأر، و تحريض دموي توظف فيه الأسلحة البيضاء والإيذاء العمدي تحت غطاء دعم الفريق المفضل، والتنقيص من منافسيه.

نحن باختصار أمام شكل جديد من العنف والانحراف الذي يتغذى للأسف من تصرفات وتصريحات بعض المسؤولين المحسوبين على المشهد الرياضي ومن التساهل.

الخطير أن   العصابات التي تتبنى هذا النهج يتم شحنها بالأسلوب العدائي الذي تدبر به عدد من الوقائع، والأحداث، والخلافات التي يفترض أن تبقى  في إطارها الرياضي مادمنا إزاء لعبة فقط.

اليوم صار تنقل جمهور من مدينة لأخرى فرصة لتصريف فائض  عقد النقص لدة مئات القاصرين و المقرقبين وذوي العاهات النفسية.

اليوم صار ارتداء قميص فريق معين، أو حمل شارته، خطرا قد يعرض صاحبه لاعتداء بالسلاح الأبيض، أو تصفيته كما وقع بسلا والدار البيضاء ومدن أخرى.

نحن إذن أمام انفلات خطير  لم يتم التعامل معه بالجدية المطلوبة من طرف القائمين على الشأن الرياضي، هذا في ظل الاتكال على المقاربة الأمنية الصرفة التي لن تنجح حتما في استئصال هذه الطفرة الجديدة من العدوانية التي تقوم على الانتقام  من الآخر دون سابق معرفة.

الأمر قد يخرج حقا عن السيطرة ما يستدعي إعلان تعبئة عاجلة لتطهير التشجيع الرياضي من هذا الشذوذ النفسي، والسلوكي، الذي بدأ يزحف على عقلية المشجعين، انطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي ليستقطب المزيد من الأتباع.

هي مسؤلية تقع على عاتق جميع المتدخلين في اللعبة.

كما أن “الالترات” يجب أن تتحمل جزءا من هذه المهمة، حتى لا نجد  أنفسنا بعد وقت قصير أمام “حرب عصابات”، و”غزوات ثأر” داخل الأحياء، بعد أن صارت السيوف و”الكاطورزات” أدوات مفضلة  لبعض المدمنين والحمقى لمناصرة فرقهم المفضلة.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي