لم يكد عزيز أخنوش يفرح بجلوسه على كرسي رئاسة الحكومة حتى اشتعلت في تلابيب أغلبيته نيران الفضائح والزلات، حتى إنه لم يمر يوم من شهورها الثلاثة الماضية دون أن يقترف أحد أعضائها ما يجعله وجبة دسمة لوسائل الإعلام، ومناسبة للتندر على وسائل التواصل الاجتماعي.. ولم يكن ذلك ليحدث لو ركب السيد رئيس الحكومة وفريقه بساط التواضع “السياسي”، و”تمسكن” حتى يتمكن من تدبير القطاعات ويمسك بعنان الملفات، القديم منها وما هو آت..
لكن الذي حصل هو أن “حماسة الانتخابات” استبدت بالسيد أخنوش وفريقه، وغدا التفوق العددي غاية في حد ذاته، بدل أن يكون وسيلة للانكباب على الملفات وحل المشكلات.. فأصبحت لازمة أن الأغلبية بهذا التشكيل هي من اختيار الناخبين تتصدر كل مجلس أو لقاء، وبات منطق الاستقواء العددي هو الغالب على الخطاب الحكومي.. ونسي أخنوش وفريقه في حمأة “النشوة العددية” أن معارضة أخرى أقوى وقعا وأشد صخبا وحدة تتحرك من تحت رمادها، بفعل الاكتواء بزيادات متتالية، دون أن تجد شكاواها صدى لدى حكومة الكفاءات…
فتوالت الاحتجاجات وكثرت الوقفات، دون أن يغير ذلك شيئا في موقف الحكومة، التي لجأت إلى سياسة “النخال” تجاه الاحتجاجات، حتى برز إلى الواجهة وسم “أخنوش ارحل” الذي تصدر قائمة وسومات “تويتر” ليذكر الملياردير السوسي بزمن المقاطعة…
“الغرور” كان دائما عدو صاحبه في السياسة كما باقي القطاعات، لذلك على السيد أخنوش وفريقه أن يتذكروا أن بعض “التواضع السياسي” لا يضر.. وأن التواصل في الأزمات ليس مذلة، وأن “السرعة” تقتل في السياسة أيضا، لأن أول “فيراج” سيفضح “الشيفور” ومن في فلكه يدور!
أخنوش.. السرعة تقتل في السياسة أيضا!

تعليقات ( 0 )