حينما تحركت مسيرة البسطاء في ايت بوكماز، كنا نشعر أن هناك في هذا البلد من يفكر بمنطق ضرورة تفهم مطالب الناس وضرورة عدم قمع مسيرتهم، وضرورة الاستجابة الفورية لمطلب الحوار مع عامل الإقليم.
هناك في موقع القرار من يعلم أن المغاربة شعب عاقل وحكيم ويعرف كيف ينظم احتجاجه، لكنه يبحث عن تقدير صبره والتجاوب مع رسائله الإيجابية رغم وطأة الحرمان.
رغم أن هناك من اصطاد في الماء العكر، وحاول التشويش على هذا المنطق بالدفع بالحسابات السياسوية والانتخابية بغرض تأليب السلطة وإشعال النيران، إلا أن هذا المنطق الإيجابي ظل ثابتا.
يوم قرر المغاربة الانخراط في فعاليات كثيفة ومستمرة لدعم غزة ورفض حرب الإبادة عليها، استمرّ هذا المنطق في حماية حق الناس في التضامن وعدم التضييق عليه رغم محاولات التأليب والشيطنة والتخويف من ذلك البعبع الوهمي الذي يُحرك الشارع لأغراض تُنعت بالشيطانية.
في محطات فاصلة من تاريخ المغرب، بدا أن هناك منطقا حكيما يدبر الأمور في العموم مع وجود استثناءات لكن سياق نقاشها مختلف.
هناك من لا يعجبه منطق التوازن هذا، وشغله الشاغل هو الدفع نحو التطرف وإشعال نيران الفتنة وممارسة الوقيعة والتأليب والتحريض في محاولة للتلاعب بالعقول في اتجاه انضاج القبول بالتغيير الشامل للمقاربات والتوجه نحو العنف والقمع الشامل.
لابد من التأكيد على وجود التجاوزات والانتهاكات للحقوق وخرق الدستور والقانون، وهو أمر لابد من التصدي له وطي صفحته، لكن الوطنية الحقة تقتضي إسناد منطق التوازن والحكمة والتعقل والحوار، لأنه المستهدف الحقيقي في عدة مخططات لم تعد تُخفي أهدافها والله وحده يعلم من وراءها.
هذا المنطق الإيجابي يوجد في كل مستويات القرار، ويوجد لدى السلطة والأمن، لكنه ليس المنطق الوحيد، وليس الصوت الوحيد، لذلك لابد من الاستمرار في بناء الجسور نحو الديمقراطية والبيئة الضامنة للحقوق والحريات التي أصبح الإيمان بها يضمر شيء فشيء تحت وطأة النشاط المشبوه لدعوات السلطوية والاستبداد والانغلاق.
ماء العينين: هناك من يسعى لتأليب السلطة وإشعال النيران

تعليقات ( 0 )