في واحدة من أكبر موجات التسريح في تاريخها، أنهت شبكة بي إن سبورتس خدمات أكثر من 600 موظف خلال الأربع سنوات الأخيرة، في قرارات متلاحقة اتّسمت في أغلبها بالارتباك وغياب الشفافية، وطرحت تساؤلات جدية حول مستقبل الشبكة ونموذجها الإعلامي.
وبينما تتذرع الإدارة بـ”إعادة الهيكلة” و”التكيف مع التحولات الرقمية”، كما أوضح مصدر مسؤول من الشبكة ل”ميديا 90″، فإن الطريقة التي تمت بها عمليات الفصل تُناقض كليا أبجديات التدبير المؤسسي المحترف.
أسماء بارزة ووجوه إعلامية ذات باع طويل أُزيحت فجأة، دون مقدمات أو حتى إشعار مسبق، كما حدث مع محمد عمور، مدير قناة بي إن سبورتس الإخبارية، الذي أُبعد من منصبه بطريقة افتقدت لأبسط معايير اللياقة المهنية، رغم أنه لم يبلغ بعد سن التقاعد، حيث مازال له سنتان.
وفي المقابل، اختارت الشبكة التمديد لعام إضافي للمعلق الجزائري حفيظ دراجي، رغم بلوغه السن القانوني للإحالة على التقاعد، ما عمّق الإحساس بوجود اختلالات واضحة في منطق المعاملة وتدبير الموارد البشرية داخل المجموعة، وجعل البعض يتساءل عن معايير التقييم والاستحقاق في المؤسسة.
هذه التطورات الداخلية تتزامن مع تحديات خارجية متسارعة، أبرزها صعود منصات البث الرقمي، وعلى رأسها شبكة DAZN، التي باتت تفرض منطقا جديدا في المنافسة، يُقلل من الحاجة إلى بنى تقليدية ثقيلة ويُراهن أكثر على المحتوى المُخصص والتقنيات التفاعلية.
فهل قرّرت “بي إن سبورتس” أن تُساير هذا التحول الرقمي عبر التخلص من تراكمات الماضي؟ أم أن ما يجري هو في العمق علامة على اهتزاز البوصلة الاستراتيجية داخل الشبكة، التي بدأت عملية تخفيض التكاليف مباشرة بعد تنظيم قطر لمونديال 2022..
اللافت أن حالة الغموض الإداري لم تُعالج برؤية إعلامية جديدة، بل تم مواجهتها بقرارات انتقائية، أثارت الانقسام بدل أن تُوحّد الصفوف، وفتحت الباب أمام اتهامات بالمحاباة وسوء التدبير.
وقال موظف في القناة ل”ميديا 90″ إن العاملين لم يعودوا يُحسِّون بالأمان في ظل التسريحات المتواصلة، وفي ظل مستقبل غامض قد يكلفهم الكثير رفقة عائلاتهم..
ما بين موجة التسريحات الصادمة، والتعامل الانتقائي مع العاملين، تقف “بي إن سبورتس”اليوم أمام مفترق طرق حاسم..
وهو المفترق الذي يفرض كذلك على البنى الإعلامية التقليدية أن تتكيف مع الواقع الجديد..
تعليقات ( 0 )