سعيد الناصري… الغائب الحاضر في احتفالية مجسم المونديال

في حفل استقبال مجَسّم كأس العالم للأندية، بدا أن كل شيء جاهز لصورة تذكارية تاريخية، كل شيء، باستثناء شخص واحد غاب بجسده، لكنه حضر في كل كلمة، وكل نظرة، وكل لحظة صمت: سعيد الناصري.

لم يكن الرئيس السابق للنادي بين صفوف المستقبلين، ولا في المنصة الرسمية، لكنه كان في قلب الحديث.
في زاوية من الحفل، وقف عبد اللطيف نصير، القائد السابق للوداد، يروي للصحافيين قصة التتويجات، ويستحضر رجلا كان جزءا من كل لحظة مجد. قالها ببساطة:
“إذا كان الوداد وصل اليوم إلى المونديال، فذاك ثمرة سنوات من العمل، ولا يمكن أن ننسى من وضع اللبنة الأولى، وتحديدا سعيد الناصري الذي لم يكن يدخر جهدا في دعم الفريق وتوفير الظروف له”..

إلى جانبه، كان صلاح الدين السعيدي يضيف:
“سعيد الناصري فك الله كربته، كان له دور كبير في ما بلغه الفريق، كان يحرص على أدق التفاصيل”.
وبين تصريح وآخر، كانت الكلمة الرسمية لمحمد طلال، الناطق باسم النادي، تتّجه نحو ذروة العاطفة.
أمام الحضور، قال بصوتٍ اختلط فيه الوفاء بالحذر:
“سعيد الناصري قد لا يكون بيننا اليوم، لكن تاريخه هنا، في كل جدار، وكل بطولة، في كل لحظة تضع الوداد على خارطة العالم، بفضله أنا اليوم معكم وأصعد إلى المنصة”،ثم قال بتأثر بالغ: “فك الله كربته”.
توقف لثوانٍ، وهو يستجمع كلماته بصعوبة بالغة، وأضاف:”كنا نأمل أن يكون بيينا ويعيش معنا هذه اللحظةالتي لطالما حلم بها”.
الرئيس الذي حمل الوداد إلى ألقاب الدوري، دوري أبطال إفريقيا، والسوبر الإفريقي، لم يجد لنفسه مكانا في حفل المجسم. ليس لأن النادي تنكّر له، بل لأن أبواب السجن أقفلت عليه في ملف لا يزال قيد التحقيق، وتحيط به الكثير من التساؤلات، لكن الغياب لم يمنع الحضور.
كان الناصري في الصور القديمة التي تداولها اللاعبون على هواتفهم، في أسماء المباريات المطبوعة على قمصانهم، في القصص التي حكاها الحاضرون عن نهائي رادس، وعن الرحلات والألقاب المحلية والقارية التي حصل عليها الفريق”.

مجسم كأس العالم دُشّن رسميا،وجاب العديد من مناطق الدار البيضاء، لكن الروح التي خيمت على الحفل كانت لذكرى رجل خارج الصورة، لا خارج الحكاية.

وفي ختام الحفل، وبين تصفيقات الحاضرين وعدسات الكاميرا، لم يكن صعبا أن تلاحظ أن الجميع احتفى باللقب المرتقب، لكن كثيرين، بصوتٍ خافت، قالوا ما يشبه الاعتراف:”هذا الطريق بدأه الناصري..ولو لم يكن هنا، فاسمه بيننا”..

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي