تزايد المخاوف من انتشار الجراد الصحراوي يدفع المغرب إلى حالة تأهب قصوى

في ظل تنامي التحذيرات الدولية من احتمال تفشي الجراد الصحراوي في المنطقة، رفعت السلطات المغربية مستوى اليقظة والتأهب تحسباً لأي تحرك محتمل لأسراب الجراد باتجاه أراضي المملكة، وذلك عقب رصد نشاط لهذه الآفة في عدد من دول شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

وجاءت هذه الخطوة عقب تقرير حديث أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حذرت فيه من انتشار الجراد الصحراوي الذي بدأ ظهوره بمنطقة الساحل منذ شهر دجنبر الماضي، قبل أن ينتقل إلى الجزائر وتونس وليبيا خلال شهري فبراير ومارس، حيث بدأت بعض الأسراب في التكاثر الربيعي مدفوعة بظروف مناخية مواتية.

وفي المغرب، تم بالفعل رصد أسراب من الجراد في نطاق محصور وبأعداد محدودة جنوب شرق البلاد، ما استدعى تفعيل الإجراءات الوقائية اللازمة للتصدي لأي تطورات محتملة قد تنذر بتوسع انتشار هذه الحشرة المدمّرة للزراعات.

ووفقاً لتقرير “الفاو”، فإن الجراد استفاد من الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق شمال الساحل والصحراء الكبرى خلال شهري غشت وشتنبر من العام الماضي، مما أدى إلى توفر غطاء نباتي كثيف يُعد بيئة مثالية لتكاثره. كما ساهمت هطولات مطرية جديدة في شهري فبراير ومارس 2025 في تعزيز حركة الجراد، بفعل الرياح الجنوبية التي تدفعه نحو مناطق جديدة.

وتتوقع المنظمة الأممية أن يواصل الجراد تكاثره في وسط الجزائر وغرب ليبيا وجنوب تونس، حيث من المرجح أن تتشكل مجموعات صغيرة خلال أبريل المقبل، قد تتحول إلى أسراب جديدة بين شهري ماي ويونيو، مع إمكانية هجرتها نحو منطقة الساحل خلال يونيو ويوليو. وبهذا، يصبح المغرب مرشحاً لأن يكون ضمن مسار هذه الأسراب ما لم تُعتمد خطط فعالة للمراقبة والمكافحة.

وشددت “الفاو” على أهمية إجراء عمليات مسح ميداني ومكافحة منتظمة في كافة المناطق المعرضة، بهدف احتواء الوضع قبل خروجه عن السيطرة، موضحة أن هناك حاجة ملحة لتكثيف هذه الجهود، خصوصاً في دول شمال إفريقيا خلال فصل الربيع، وفي منطقة الساحل خلال الصيف.

من جهتها، أكدت وزارة الداخلية المغربية أن القطاعات والمؤسسات المختصة تتابع الوضع عن كثب، في ظل التطورات التي تعرفها منطقة الساحل وشمال غرب إفريقيا، مشيرة إلى أنه تم رفع درجة اليقظة والتعبئة والتأهب تحسباً لأي تطورات قد تطرأ، بهدف التصدي بشكل استباقي لأي تهديد محتمل يطرحه الجراد الصحراوي على الأمن الغذائي والقطاع الفلاحي.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي