لشكر..والانحياز للجلاد!!!

في لحظة كان يفترض أن يُرفع فيها الصوت عاليا دعما لقضية عادلة،اختار إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن يُصوّب سهامه نحو من يقف في وجه الاحتلال،واصفا طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية بأنه “نكسة خطيرة”، وكأن مقاومة الجلاد باتت فعلا مدانا والمحتل بريئا يحتاج إلى من يواسيه!
في السياسة كما في الأخلاق، هناك مواقف لا تقبل التلوّن، ولا تحتمل المنطقة الرمادية،أن تضع القاتل والضحية في الكفة ذاتها، فذلك انحراف في البوصلة، واختلال في القيم، وجبن مقنّع..
حتى لو افترضنا جدلا أن حركة حماس أخطأت في التقدير السياسي أو العسكري، فهل هذا يُسقط عن الشعب الفلسطيني حقه في المقاومة؟ وهل يصير الخطأ التكتيكي مسوغاً لجلد الضحية وشيطنتها، بينما القاتل يواصل سفك الدماء ببرودة دم؟!
الفرق شاسع بين نقاش داخلي فلسطيني حول الخيارات، وبين تحميل المقاومة نفسها مسؤولية “النكسة”، وكأن البلاء الحقيقي في من يقاوم، لا في من يحتل ويقصف ويدمر.

لشكر، الذي يتحدث عن “نزاهة الدعم المغربي لفلسطين”، نسي أو تناسى أن الشعب المغربي لم يكن يوما محايدا في قضاياه الكبرى، ولا صامتا حين يتعلق الأمر بالمقاومة، بل إن شوارع المغرب امتلأت مرارا بمسيرات حاشدة، تدعم خيار الكفاح، لا الركوع!
أن تهاجم حmإس، وتختزل فعل المقاومة في زاوية “القرار الأحادي”، هو حديث من استبدّ به الدوار السياسي..
إن أخطر ما في كلام لشكر ليس ما قاله فقط، بل ما يمثله، لكن ذلك لم يعد غريبا على من يوزع الدروس في الواقعية ويُبطن الانبطاح.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي