بعد تقرير رسمي صادم..”مندوبية التخطيط” تكشف أسباب تفاقم ظاهرة “لا خدمة لا قراية”

أياما قليلة بعد دق المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ناقوس الخطر منبها إلى وجود 1.5 مليون شابة وشاب مغربي “خارج نطاق منظومة التعليم والتكوين وسوق الشغل”، قالت المندوبية السامية للتخطيط، إن “مستوى التعليم والحالة الاجتماعية والعمر والجنس ، بالإضافة إلى مستوى تعليم رب الأسرة ومكان الإقامة، كلها عوامل تسهم في احتمالية وجود شباب دون عمل أو دون تكوين أو دراسة “.
وأوضحت المندوبية ضمن العدد 29 لمختصراتها المعنون بـ”ملامح ومحددات الشباب NEET في المغرب: نظرة من خلال البحث الوطني للشغل 2022″، أن الأشخاص ذوي المستوى التعليمي البسيط هم الأكثر عرضة لخطر الوجود في وضعية “NEET” (أي بدون تعليم ولا تكوين ولا عمل)، بينما أكدت أن احتمالية وقوع الأشخاص ممن يتوفرون على مستوى تعليمي عال في هذه الوضعية تظل ضئيلة.
من جانب آخر، أشارت المندوبية إلى أن العمر يشكل أيضا عاملا حاسما في وجود آلاف الشباب “خارج نطاق منظومة التعليم والتكوين والعمل”.
وسجلت أن انتشار حالة “NEET” بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 سنة، مرتبطة أساسا بالانتقال إلى سوق العمل أو متابعة التعليم العالي في هذه الفترة العمرية، وأضافت أن الوضعية الاجتماعية تعتبر كذلك عاملا مؤثرا، خاصة بالنسبة للنساء المتزوجات اللواتي يعتبرن أكثر عرضة لظاهرة “لاقراية لا خدمة” مقارنة بالرجال والنساء غير المتزوجات، وذلك بسبب زيادة المسؤوليات الأسرية، وإدارة الأسرة، والضغوط الاجتماعية.
ووفق أرقام المندوبية، فقد عزت غالبية النساء اللواتي يعانين من حالة NEET (أي اللواتي لا يتابعن أي تعليم ولا يعملن أو يتلقين تكوينا)، ذلك بشكل أساسي إلى مسؤولياتهن الأسرية، حيث أن 94.5 في المائة منهن يعتبرن ربات بيوت.
وسجلت المندوبية ارتفاع نسبة النساء غير النشطات في الوسط القروي، حيث بلغت 60 في المائة، مما يشير إلى انتشار ملحوظ لحالات NEET في هذه المناطق.
أما بالنسبة للشابات اللواتي يعانين من الوضعية ذاتها، فإن الغالبية العظمى يعزن ذلك إلى المشاركة في رعاية الأطفال وأعمال المنزل، وذلك بنسبة 74.8 في المائة. بالإضافة إلى المعارضة من الزوج أو الأب أو أفراد الأسرة الآخرين، وهو عامل يمثل 8.0 في المائة من الحالات.
مندوبية التخطيط، سجلت أيضا وجود تباين بين المدن والجهات فيما يخص الشباب في وضعية NEET، مشيرة إلى أن البعد الجغرافي له دور مهم في زيادة عدد الشباب العاطلين عن العمل وغير الحاصلين على أي تكوين أو تدريب.
وبحسب المندوبية، فإن جهتي الشرق تعرفان تسجيل أعلى معدلات من حيث عدد الشباب غير الحاصلين على تعليم أو تدريب مهني وتقني مقارنة بالجهات الأخرى، مشددة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الفوارق الجغرافية للجهات والمدن، من قبل المسؤولين حين وضع السياسات والبرامج التي تهدف إلى الحد من وضعية NEET بين الشباب.
وفي هذا السياق، أوصت المندوبية بتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق الأكثر تضررا، وتحسين الوصول إلى التعليم والتكوين، فضلا عن تعزيز خلق فرص العمل على نطاق محلي يتماشى مع احتياجات وخصوصيات كل منطقة.
وفيما يخص المستوى التعليمي لرب الأسرة، أفادت المندوبية، بأن المستوى التعليمي لرب الأسرة “يعتبر واحدا من العوامل الأساسية في خلق شباب خارج منظومة التعليم والتكوين والعمل”.
وبعدما أكدت أن السياق الاجتماعي والاقتصادي والأسري يؤثر بشكل مباشر وكبير في المسارات الفردية، لفتت المندوبية إلى أن عمل رب الأسرة ووجوده في حالة نشاط، “يقلل فرصة وجود الأطفال مستقبلا في وضعية NEET بنسبة 17.7 في المائة مقارنة مع الأطفال المتواجدين في أسر رب الأسرة بها لا يعمل”.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي