لجأ إينوش جودونغوانا، وزير مالية جنوب أفريقيا المتعثرة مالياً، إلى احتياطيات بلاده من الذهب والعملات الأجنبية للحدّ من ارتفاع معدل الدَين العام في الوقت الذي زاد فيه الإنفاق على المعلمين وأطقم التمريض ومخصصات الضمان الاجتماعي في عام الانتخابات في البلاد.
وقال جودونغوانا أمام أعضاء مجلس النواب في مدينة كيب تاون أمس الأول إنه سيعيد هيكلة الاحتياطيات الموجودة لدى البنك المركزي لتحرير ما يصل إلى 150 مليار راند (7.9 مليار دولار) على مدى ثلاث سنوات. وجاء ذلك خلال عرضه لآخر ميزانية لحكومته قبل الانتخابات النيابية المقررة يوم 29 ماي المقبل والتي يواجه فيها حزب المؤتمر الوطني الحاكم احتمال خسارة الأغلبية لأول مرة منذ 30 عاماً.
وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن الحساب المعروف باسم حساب احتياطي الطوارئ من النقد الأجنبي والذهب أظهر أرباحاً «دفترية» بقيمة تتجاوز 5 مليارات راند حتى الشهر الماضي، وهي زيادة كبيرة مقارنة بأرباحه في 2006 التي كانت 1.80 مليار راند، بما يعكس تراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار.
وبعد تصريح الوزير ارتفع سعر الراند الجنوب أفريقي بنسبة 0.8% أمام الدولار في حين تراجع العائد على سندات الخزانة الجنوب أفريقية مع ترحيب المستثمرين بأنباء اتخاذ الحكومة خطوات نحو السيطرة على مستويات الدين المرتفعة.
وفي الأسبوع الماضي، قال خبراء مجموعة «آليانز إس.إي» للخدمات المالية إن أكبر المخاطر التي تهدد اقتصاد جنوب أفريقيا خلال العام الحالي تتمثل في نقص إمدادات الكهرباء وارتفاع معدل الدَين العام وتآكل شرعية الحكومة قبل الانتخابات المنتظرة.
وتتوقع مجموعة الخدمات المالية العملاقة نمو اقتصاد جنوب أفريقيا خلال العام الحالي بمعدل 1.4% سنوياً، مقابل نمو متوقع للعام الماضي بمعدل 0.7%، لكن انقطاعات الكهرباء المتكررة تمثل أكبر عقبة في طريق النمو.
وجاء في تقرير «آليانز» عن المخاطر التي يواجهها اقتصاد جنوب أفريقيا إن انقطاعات الكهرباء تحول دون استغلال الشركات والصناعة والأسر لكل إمكانياتها «ومن غير المحتمل توافر إمدادات كافية من الكهرباء خلال الـ12 شهراً المقبلة».
كما حذر التقرير من أزمة الدَين العام في والتي يمكن أن تعرقل نمو الاقتصاد أيضاً. وجاء في التقرير أنه نظراً لاضطرار جنوب أفريقيا إلى توجيه أغلب إيراداتها لسداد فوائد الديون وارتفاع العائد على سندات الخزانة الحكومية، فإن جنوب أفريقيا تُصنَّف في الفئة الخامسة وهي الأسوأ من حيث القدرة على تحمل أعباء الديون.
وفي الشهر الماضي حذر وزير مالية جنوب أفريقيا من أن الميزانية المقرر طرحها أواخر الشهر الحالي «ستكون صعبة» حيث مازالت قدرة البلاد على خدمة الدَين المتزايد تمثل تحدياً.
وقال الوزير لشبكة «نيوزروم أفريكا» إن الميزانية ستتضمن مزيداً من التفاصيل بشأن خطط الخزانة الوطنية للتحكم في الدَين المتصاعد.
الديون تعصف بجنوب افريقيا

تعليقات ( 0 )