القتل الصهيوني المدعوم بالغرب.. هذا هو قانونهم

الكذب على الشعوب عبر الإعلام صناعة أمريكية وأوروبية. رغم القصف والقتل في غزة، توجه قناة س ن ن صحافييها بلعب أدوار الخوف والهلع وكأنهم تحت وابل من الصواريخ. مدير نشرة الأخبار يتكلم في التلفون مع الطاقم ونسي أنه على الهواء، فوقع في الخطأ القاتل إعلاميا. الغرب وإعلامه لا ينقلون الخبر بل يصنعونه ويتم تقديمه بإخراج لتشويه الحدث والتاريخ معا.

نشاهد صور قتل الأطفال والأمهات والشيوخ كل يوم، ولا يحرك العالم الغربي ساكنا. هؤلاء القتلى والمرحلين والمرغمين على اللجوء حتى يعم الدمار وليسوا في نظر هذا الغرب من مكونات الإنسانية في شيء. هكذا صنع الغرب الاستعماري المنظومة الصهيونية ودعم عصاباتها بالسلاح والمال. هكذا صنع هذا الغرب ايديولوجية البقاء للأقوى الذي مكنه من السيطرة على مقدرات الشعوب مستعينا بالتزوير وبالكنائس وبالأسلحة. هكذا تفنن الغرب في خلق الفوضى والدمار والاستيلاء على حقوق فلسطينيين لمجرد أنهم أحفاد لأجداد سكنوا أرضهم منذ آلاف السنين.

هؤلاء الغزاة الآتية فلولهم من قلب روسيا قبل قرن من الزمان صنعوا أسطورة العودة إلى أرض ” الميعاد ” وبحثوا في التوراة عن دعم تاريخي ولم يجدوه. حتى الباحثون في الاركيولوجيا لم يجدوا للأثار أثرا لإثبات وجود لهيكل أو لهياكل تثبت ماض أو ثقافة مضت أو تاريخ مسند بوثائق صحيحة. الكذبة الصهيونية صنعت في ظل الاستعمار البريطاني للشرق الأوسط. ومن هنا بدأت مأساة شعب فلسطين. تغلبت الخرافة على القرار الأوروبي وقرر المستعمر اللعب بالتاريخ وتزويره لكي يتم التكفير على أفعال النازية بتحميل العبىء لشعب أعزل في عمق القدس والضفة وسائر البلدات الفلسطينية. غض الغرب ومؤرخوه وجنيرالاته ووزرائه عن المذابح وعن التهجير وعن طمس الهويات. وهكذا أصبح للصهيونية حق في الوجود وفي الاستيلاء على مواقع القرار في أمريكا وفي أوروبا رغما عن أنف الأنظمة التي ولدت من رحم الحرب العالمية الثانية. الكل انحنى للصهيونية بعد برنامج مارشال وسكت دهرا لإعادة الروح لأوروبا الذبيحة. ولكن الاكذوبة الأمريكية صنعت واقعا جديدا. أمريكا لم تحرر أوروبا. المؤرخون يعلمون علم اليقين أن السوفيات هم أنهكوا وأضعفوا القوات النازية. ظلت أمريكا تتفرج على قصف باريس ولندن ولينين كراد وعواصم أخرى، إلى أن خارت قوات الرايش الهيتليرية. وكان الإنزال في شواطئ فرنسا الغربية الشمالية وبالضبط في نورماندي وبخسائر أقل مما تكبدته أوروبا.

كثير من أهل الغرب يحركون حاملات الطائرات ويريدون أن يظهرون أن لهم من الردع ما سيلجم تحرك أية قوة لدعم فلسطين. هذا التحرك فضح ما كان مسكوتا عنه منذ عقود. إسرائيل هي جوهرة عقدهم وروح وجودهم. أقسم بايدن منذ سنين وحتى قبل أن يضمه أوباما إلى فريقه أن الصهيونية في قلبه وروحه وجسده. وأقسم معه كل دعاة القضاء على الفلسطينيين على سحق كل مقاوم يقف في وجه الصهيونية وكل مشاريعها للقضاء على التاريخ والجغرافيا والثقافة والدين والقيم الإنسانية.

“سقط القناع عن القناع” ، هذه الجملة أصبحت ذات حمولة فكرية وسياسية وتاريخية. سقطت الأقنعة وظهر أن المهادنة بإسم القيم الحضارية والإنسانية وحقوق الإنسان هي جزء كبير من مسرحية كتبت لكي تخلق واقعا جديدا على أرض فلسطين. لا يهم أن تستمر الحروب في الشرق الأوسط وتتمكن إسرائيل من السيطرة على المجال. وللحقيقة، الكل يعرف أن الصهيونية لا ولن تستمر إلا بدعم أمريكا وأوروبا. قالت دول المنطقة نحن مستعدون للتعايش والعمل على حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام. قبلت القيادات الفلسطينية بحل الدولتين. ولكن إسرائيل، التي ليس لها دستور، تنكرت لكل التزاماتها واضعفت بمواقفها كل فلسطيني أو عربي ظن ان حكام الصهيونية صادقون ويمكن الثقة في اقوالهم.

في هذا اليوم يظهر جليا أن الصهاينة، وليس عموم اليهود، لا يهمهم سوى حرق الأرض وسيادة الدمار وشيوع قتل الأبرياء. وللذكرى، فإن اضعاف منظمة التحرير الفلسطينية تطلب مهادنة الحركات الإسلامية وخلق حماس. وأستمر مسلسل خيانة من آمنوا بالقدرة على تحقيق السلام وتم تهميشهم. وماذا بعد صنع الدمار. لا أظن أن حاملات الطائرات ولا محاولات اجتياح غزة سيخلق واقعا جديدا. الصهاينة ارتكبوا أكبر المجازر في فلسطين ولبنان ولم يفلحوا في الوصول إلى اهدافهم. قتلوا الرضيع والثكلى والشيخ العجوز ولكنهم لن يقتلوا تلك الروح الفلسطينية التي تتوالد بآلاف الآلاف وتسكن ملايين اليافعين والشباب والرجال الذين سيصنعون المجد على أرض الأجداد دون أن يقبلوا العيش بدون وجود كل مكونات الشعب إلى جانبهم في دولتهم وفي قدسهم وفي سلام تام مع جيرانهم اليهود. ” مهما طال الزمن…سوف تبلى المحن… ويزول الشجن عن” شعب فلسطيني أبي.

ان تطورت الأمور إلى قهر وسيطرة وظلم للشعب الفلسطيني، آنذاك لن يعم السلام أي شبر في بلاد تعادي حقوق الإنسان وتتجاهل سيطرة العنف على القرار السياسي. كل هذا للتنبيه ولتذكير سلطات الإستعمار التي لا زالت تعيش في مؤسسات الغرب أن العنف لا يقف في حدود مضبوطة ولكنه يستشرى بقوة كبيرة. فعلها وآثارها تدخل في سيرورة متجذرة في التراب وفي العقول إلى الأبد. من منا كان يظن أن الطائرات بدون طيار ستقلب موازين وتغير فعالية الأسلحة التقليدية. من غير واقعا عبر ثورة الحجارة قادر أن يدمر البنية المعلوماتية التي تتحكم في القبة الحديدية الإسرائيلية. قد تدمر غزة ولكن شعب فلسطين سيعيش من أجل قضيته العادلة. والسلام.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي