“البيزوطاج” يتحول إلى شبح مرعب بالنسبة للطلبة الجدد

حلق للرؤوس بطريقة تشبه النازيين الجدد، تلطيخ للأيادي والوجوه، وإجبار على الركوع في طقوس جماعية.

هي بعض الممارسات التي يجبر بعض الطلبة الجدد على الخضوع لها في إطار ما يسمى ب«البيزوطاج»، الذي تحول إلى شبح مرعب بالنسبة إلى عدد من طلاب المعاهد والجامعات المغربية، وهو ما دفع بعض أولياء أمورهم في وقت سابق إلى مراسلة كل من وزير الداخلية ووزير التربية الوطنية للتدخل ووضع حد لممارسات وصفت ب”سادية البيزوطاج”.

“البيزوطاج” هو في الأصل ممارسة كانت تتم في الجيوش من أجل إدماج المجندين الجدد وجعلهم ينخرطون في الحياة العسكرية المتسمة بالصرامة.

والأمر ليس ظاهرة جديدة، بل كان بعض الطلبة المغاربة يمارسونه قبل عقود، غير أنه تحول الآن إلى سلوك ينطوي على الانتقام والإيذاء الجسدي من طرف الطلبة القدامى في حق الطلبة الجدد.

الرسالة المفتوحة التي وجهها  بعض طلبة المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي إلى المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي كشفت أن هذه الممارسة اتخذت أشكالا أخرى أكثر انحرافا.

وكانت مجموعة من الأسر قد حذرت بدورها  من الانعكاسات النفسية الخطيرة لهذه الظاهرة على أبنائهم، وكذا «تواطؤ» إدارات بعض المعاهد التي تبارك هذا «السلوك الوحشي»، مما يدفع بعض الطلبة المتفوقين إلى صرف النظر عن التسجيل فيها تفاديا لإهانتهم وإذلالهم بطريقة علانية.

ويعمد الطلبة القدامى إلى توثيق طقوس «البيزوطاج» من خلال التقاط صور وعرضها في مواقع خاصة، وهي الصور التي تتضمن سلوكات غريبة يشبه بعضها تلك التي كانت تمارس في سجن أبو غريب، حيث تظهر إحداها طالبا قديما وهو يمسك بطالب جديد ويجبره بطريقة مذلة على الأكل من صحن وضع على الأرض.

ظاهرة «البيزوطاج» فكرة استعمارية قادها الطلبة الفرنسيون ضد الطلبة المغاربة في جل معاهد المغرب إبان الاستقلال لجعل الطلبة ينسلخون عن مبادئهم.

وكانت بعض المعاهد قد لجأت إلى وضع ملصقات تدعو الطلبة إلى وقف هذه الممارسات، كما عقدت اجتماعات مع ممثلي الطلبة من أجل احتواء هذه السلوكات غير أن هذه الخطوات لم تنجح في وضع حد ل«لبيزوطاج» الذي تحول إلى ضريبة يتعين على أي طالب جديد تأديتها كثمن للاندماج.

الخطير في هذه الظاهرة هو عزل الطلبة الذين يرفضون هذه الممارسة وتصنفيهم ك«معقدين» نفسيا، وهو ما يؤثر على مسارهم الدراسي ويدفعهم في كثير من الأحيان إلى تغيير الوجهة نحو تخصص آخر..