أثار الرئيس التونسي قيس سعيد جدلا بعد اتهامه للذكاء الاصطناعي بالتآمر على البشر، معتبرا أنه يهدد الوجود الإنساني.
وخلال إشرافه، الخميس، على الاحتفال بيوم العلم، قال سعيد إن “الذكاء الاصطناعي في جوهره اغتيال للفكر البشري. وهو خطر داهم مهدّد للإنسانية جمعاء. وهو من قبيل الأسلحة ذاتية التشغيل والطائرات دون طيار، التي يوجهها مركز واحد للقيادة والتسيير”.
وأثار تصريح سعيد موجة من الجدل والتندر، حيث كتب عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد “الذكاء الاصطناعي في حد ذاته ليس خطرا داهما ولا شرا مطلقا ولا اغتيالا للعقل البشري، كما انساق إلى ذلك رئيس الجمهورية، باستسهال خطابي، في موكب يوم العلم المتأخر هذه السنة، بل هو أداة بيد الذكاء البشري، يمكن توظيفه لفائدة الخير وسعادة الإنسانية وتقدمها ورفاهها، كما يمكن توظيفه للشر ولتدمير الإنسانية”.
وتابع بالقول “ولو توفر حد من الذكاء البشري، والمدعوم اصطناعيا بأدوات الإعانة على اتخاذ وصنع وإدارة القرار، لتفادى رئيس الجمهورية الزج بنفسه وبرئاسة الجمهورية وبيوم العلم في سجال نقابي حول حجب الأعداد واحتلال مكان المحاكم وكرسي السلطة القضائية لتحديد موقف القانون من ملكية ورقة الامتحان”.
وتفاعل عدد من النشطاء بشكل ساخر مع التصريح، حيث اقترح بعضهم على الرئيس سعيد إدراج الذكاء الاصطناعي ضمن قائمة المتورطين في التآمر على أمن الدولة.
وكتب أحدهم “تسريبات حول القائمة الحقيقية للمشاركين في الاجتماع الذي جمع السفير الامريكي بالمعارضين لسلطة الرئيس قيس سعيّد: خيّام التركي، غازي الشوّاشي، عبد الحميد الجلاصي، جوهر بن مبارك، لزهر العكرمي، شيماء عيسى، الذكاء الاصطناعي، المخبزة العصريّة”.وكتب السياسي الطاهر بن حسين “الرئيس يعتبر أن الذكاء الاصطناعي يهدد البشرية. رأي محترم لكنني اعتبره خاطئا وضد مسيرة التاريخ، إذ إن العالم بأجمعه يتنافس للتفوق في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تدفع الطب والتعليم والنقل والعديد من المرافق إلى أعلى المستويات وبأدنى التكاليف”.
وأضاف “والمؤسف أن لا أحد ذكّر الرئيس بأن كفاءات تونسية أسست شركة INSTADEEP للذكاء الاصطناعي التي تألقت الى درجة أن شركة Biontech اشترتها بقيمة المبلغ السنوي للقرض الذي ترغب تونس في الحصول عليه من البنك الدولي (500 مليون دولار). الذكاء الاصطناعي هو فرصة لتونس للالتحاق بركب الامم المتقدمة لأن الاستثمار المطلوب هو “المادة الشخمة” (العقول التونسية) مثلما يقول المرحوم الزعيم بورقيبة”.
وكتب أحد النشطاء “عام 1986 استضافت تونس ندوة حول الذكاء الاصطناعي، وعام 2023 وفي إطار الاحتفال بيوم العلم جاءنا كبير العلماء والمفسرين منقذ البشرية والإنسانية جمعاء وزعيم حكومة الصعود الشاهق وصاحب نظرية الحكم الواحد والخبز الواحد والقضاء الواحد، ليقول إن الذكاء الاصطناعي خطر ولا يعجبه أن يتحكم إنسان بطائرة عن بعد!”.
وكتب الباحث والحقوقي ناصر الهاني “كي لا أكون مع الخط الشعبوي، الذكاء الاصطناعي هو فرصة للبشرية وهو خطر على البشرية. هذا أمر مفروغ منه، لكن الموضوع لا يتعلق بخطاب انشائي للرئيس ليس له ما بعده”.
وأوضح بقوله “الموضوع من الناحية الشكلية لا يُطرح بهذه الصورة الشعبوية في زمن يعجز فيه النظام عن توفير الاساسيات. ويعجز أيضا عن الحد الادنى من الذكاء الطبيعي الذي يحب ان يتوفر للحكومات. ولا يُطرح بهذه الصورة ونحن لم نستمع لرئيسة حكومة (سابقة) تمارس ذكاءها أمام الرئيس، وقد كانت تمارس غريزة الخوف بالصمت خوفا من مصير خصومه”.
وتساءل بقوله “من الناحية الموضوعية، ماذا أعددنا لنكون طرفا في الذكاء الاصطناعي ونعزز الاستفادة منه ونقلل مخاطره؟”.
وأجاب بقوله “لا شيء، وكأن مُلقي الخطاب مجرد ناشط في نادي فكر في دار ثقافة نائية، وليس رئيس دولة!”.
القدس العربي
تعليقات ( 0 )