كشفت دراسة تقييمية أنجزها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بشراكة مع منظمة “اليونيسيف” معطيات صادمة لواقع العنف في الوسط المدرسي.
الدراسة أُنجزت على عينة تشمل 260 مؤسسة مدرسية شارك فيها 13884 تلميذا وتلميذة يمثلون الأسلاك الثلاثة للتعليم، فضلا عن بحث آخر كيفي شمل 27 مؤسسة مدرسية، قصد تحديد أعمال العنف ووضع التشخيصات الكيفية وتطوير استراتيجيات للتحكم في هذه الظاهرة في الوسط المدرسي.
وأوضحت الدراسة أن أعمال العنف اللفظي مثل السخرية والنبز بالألقاب، والشتائم، “تعتبر ممارسات يومية اعتيادية في المدارس”.
ووفقا للأرقام الواردة ضمن الدراسة، أكد نحو ثلث تلامذة الابتدائي أنهم “نبزوا بألقاب مهينة”، في حين صرح 55.9 في المائة من تلامذة الثانوي، خصوصا الذكور، تعرضهم للسخرية، والشتائم بدرجات مختلفة.
وبينت الدراسة أيضا حضور العنف الجسدي في الوسط المدرسي، حيث صرح 25.2 في المائة من التلامذة المستجوبين بالسلك الابتدائي بأنهم كانوا ضحايا للضرب، و 28.5 في المائة تعرضوا للدفع.
وبخصوص العقوبات في المؤسسات المدرسية، ذكرت الدراسة أنه رغم المنع الكلي للعقوبات التي تستند إلى العنف، مازالت هذه الممارسة حاضرة في المؤسسات المدرسية بالمغرب.
وحسب المصدر ذاته، فإن العقوبات اللفظية والرمزية مثل السب والإهانة، تظل الأكثر شيوعا في المدارس الابتدائية، تليها العقوبات التربوية مثل العقوبات الكتابية من خلال إلزام التلميذ بنسخ عدد من أسطر نص مكتوب والتخفيض من النقط المحصل عليها.
أما الصنف الثالث من العقوبات والتي تتعلق بالعقاب البدني، فقد صرح 28 في المائة من تلامذة المدارس الابتدائية الذين تلقوا عقابا من هذا النوع بأنهم تعرضوا للضرب بأداة، في حين تختلف هذه العقوبات في السلك الثانوي، مع تلك المُسجلة في السلك الابتدائي، مع تواجد بعض أشكال التشابه من حيث النوع والصنف.
ووفق الدراسة، فإن الإنذارات والرسائل المبعوثة للوالدين تعتبر من العقوبات الأكثر شيوعا. في حينا يلجأ بعض الأطر إلى عقوبات تربوية أخرى، مثل التمارين الإضافية.
وفيما يخص العقوبات البدنية، قالت الدراسة إنها “مازالت تمارس في بعض المؤسسات المدرسية”، حيث صرح 30.6 في المائة من التلامذة بأنهم تعرضوا للضرب بأداة، بينما أكد 17.3 في المائة بأنهم تعرضوا للصفع أو الضرب خاصة في صفوف التلامذة الذكور الذين يتعرضون أكثر من الإناث للعقوبات والضرب، تؤكد الدراسة.
تعليقات ( 0 )