من هو كبور؟
في كلمتين: هو بناني السميرس
وفي كلمة: هو الطناز
وفي كلمات… هو عنوان العرض الساخر الذي يقدمه الفنان “الساخر” حسن_الفذ هذه الأيام بعدد من المدن، وهو العرض الذي حتى و إن لم أتابعه، أستطيع الجزم أنه لا يخرج عن نمطية عروض هذا الفنان باجترار القضايا الاجتماعية البسيطة التي تعيش فيها وعليها فئة الفقراء والمهمشين البسطاء؛ والتي تدور في الغالب حول رغبة عاطل في الزواج من فتاة الدرب التي تعمل بالتريبورطور لتعيل أسرتها، أو تتحدث عن نفس الشخص العاطل الذي يستعمل دهاءه الساذج ليحتال على رفاقه البلداء، أو تسرد هجرة البدوي البسيط إلى المدينة فلا يستطيع الاندماج مع محيطه فيلوذ إلى الدروشة والحيل لاستدرار عطف صاحبة عمارة فتسمح له بالسكن في السطح وتصبح تجود عليه مما تطبخ من ولائم..
وقس على ذلك من مثل هذه القضايا التي يعيد “الفد” صياغتها واجترارها بإصرار وترصد عنيد لاستغباء الناس منذ سنوات، طامعا بالأساس في جيوبهم، لأنه يعتبر المعلِن الأول لفاعل اتصالات كبير بالبلاد هو “#إنوي”، الذي يبدو أن فريق خبرائه التواصلي قد فطنوا وعرفوا من أين تؤكل الكتف ويمكن الوصول إلى تحقيق مكاسب مالية مهمة، مادام هذا الفاعل الاتصالاتي يركز كثيرا على عروض الروشارج/التعبئات المضاعفة، في منتوجاته، والتي تعتبر الفئات الشعبية هي سوقها الرئيسية، ولذلك فليس هناك من شخص يستطيع اختراق هذه الفئات وإقناعها بمنتوج الفاعل الاتصالاتي غير شخصية “كبور” التي لقيت قبولا كبيرا بين المجتمع المغربي البسيط، عبر عروضه الساخرة الساذجة الخالية من أي حس فني غير الضحك والإضحاك السطحي !
لا أخفي أنني كنت وما زلت من المعجبين بالفنان حسن الفد، لكن واجبي كإعلامي يفرض علي أن أكشف عن هذا التواطؤ والتدليس المتعمد من هذا الفنان الكوميدي، من أجل النصب على جيوب المواطنين، وهو ما يتناقض بالمرة والمطلق، مع رسالة الفنان النبيلة، وهي أن يكون حامل قضايا شعبه وهمومه، من قبيل معاناته مع الغلاء ومع الفساد ومع التوزيع غير العادل للثروة ومع التسلط وغيرها من القضايا الكبرى المؤثرة على تنمية هذا الشعب، فأين مثل هذه القضايا في أعمال الفنان؟!
صاحبنا “كبور” لطالما صرح بعذر أقبح من زلة الخطإ عندما زعم في تصريحات كثيرة أنه يتجنب السياسة في أعماله، أو هكذا قال، لكن متى كانت رسالة الفنان انتقائية تختار فقط القضايا البسيطة التافهة للمواطن على حساب قضاياه الجوهرية؟!
الفنان يعكس صورة المجتمع ككل بكل أطيافه، وليس الفنان من يمعن فقط في رصد عيوب الفئات المطحونة، في تواطؤ خبيث وحقير مع أصحاب رؤوس الأموال ومع بؤس الفقر، للضحك على هؤلاء وسلبهم أموالهم على قلتها تحت يافطة الإضحاك المفترى عليه..
نور الدين اليزيد
إن كان بيتك من زجاج .. فلا تقذف الناس بالحجر