واضح أنّ شهر العسل بين حزبي “البام” والأحرار على مستوى جماعة ومجلس جهة الرباط قد انتهى، وأن الطرفين دخلا في معركة كسر عظام ستوظف فيها الكثير من الأوراق، خاصة من حزب الأصالة والمعاصرة.
هذه المعركة لن تتوقف عند حدود الرصاصة التي أطلقها فريق “البام” من خلال بلاغ ناري بالمجلس الجماعي للرباط، قلب فيه الطاولة على العمدة أغلالو، وبالتحديد على زوجها المنسق الجهوي لحزب الأحرار والنائب الأول للبامي رشيد العبدي، رئيس مجلس الجهة.
جاء ذلك بعد المطالبة بفتح ملفات بنبمبارك السوداء في شركة الرباط باركينغ، وهو البلاغ الذي قالت اغلالو أنه “مفبرك”، في حين لم يكذب “البام” صدوره رغم أنه يحمل توقيع رئيس فريقه وختم الحزب.
واضح أن عمدة الرباط فضلت أن تتلقى هذه الصفعة في صمت، و أن تتورط في كذبة كبيرة على نفسها وعلى المنتخبين وساكنة الرباط لأن البلاغ المراسلة يحمل ترقيم إيداعه بكتابة ضبط المجلس الجماعي، ما يؤكد أن اغلالو صارت مدمنة على قلب الحقائق و النفي بمنطق “تخراج العينين”.
البلاغ وإن ركب على “الصابو” وانفراد اغلالو بالقرار، وجه رسالة للزوجين معاً بأن بقعة الزيت لن تبقى محصورة في جماعة الرباط فقط، بل قد تمتد لمجالس أخرى، ما لم يجلس سعد بنمبارك مع زوجته في الصالون الشهير، من أجل إعادة النظر في الخلافات المتفاقمة مع حلفاء الأحرار بالجهة، وأيضاً مع منتخبي الأحرار الذين ضاقوا ذرعاً بتهور الزوجين، سواء على مستوى الجهة أو الجماعة.
مصادر ميديا 90 قالت أن كلاً من اغلالو وسعد بنمبارك استفادا من انشغال قيادات بإخماد تداعيات الفشل الحكومي والغلاء والفضائح. كما استفادا من الاكتساح الانتخابي الذي حققه الحزب والأغلبية المريحة التي يتمتع بها، من أجل محاولة تركيع باقي مكونات التحالف، سواء داخل جماعة الرباط أو مجلس الجهة، كما لو تعلق الأمر بضيعة خاصة، وهو ما جعل الأخطاء والملفات تتراكم.
وفي الوقت الذي قبلت فيه الأغلبية على مستوى جماعة الرباط بشطحات اغلالو على مستوى الجماعة، فإن اللعب على مستوى الجهة يتم بين الكبار. لذا تم بعث رسالة تلو أخرى دون أن تفلح في لجم سعد بنمبارك الذي يحاول جعل الجهة تدبر برأسين ويتعامل كما لو أن الأحرار قدموا الرئاسة للبام كهدية.
البلاغ الذي نبش في أرشيف الرجل، والذي قالت العمدة دون أن يرف لها جفن بأنه مفبرك، هو حرب بالوكالة تتم حالياً على مستوى المجلس الجماعي للرباط، انطلاقاً من مجلس الجهة، من أجل قرص أذن زوج العمدة والتأكيد على أن من يملك “بابا واحداً الله يسدو عليه”.
اللعب بين الكبار لن يبقى محصوراً في حدود بلاغ يتيم، وفق مصادر ميديا90 التي أكدت أن الأرشيف حافل بالملفات الجديدة والقديمة، بعد أن تم تجاوز فضيحة الشيكات وشراء مقعد برلماني.
وشددت ذات المصادر على أن أسماء بارزة في البام أكدت أن اللعب بالنار سيرتد على صاحبه، وأن الصبر قذ نفذ، وهو ما يدعمه وزير بامي في الحكومة والذي سبق وأن لعب دور الإطفائي من أجل انقاذ اغلالو وزوجها في أكثر من مناسبة.
تعليقات ( 0 )