صفقة بيع مفاجئة في حقل تندرارة للغاز المغربي.. ودخول شركة كندية

تعتزم شركة ساوند إنرجي البريطانية بيع جزء من حصتها في امتياز حقل تندرارة للغاز المغربي إلى شركة كالفالي بتروليوم الكندية، من أجل المضي قدمًا في خطط الاستكشاف والإنتاج في البلاد.

وفي هذا الإطار، تعمل ساوند إنرجي على تفاصيل الصفقة مع كالفالي بتروليوم -التابعة لشركة أوكتافيا إنرجي- من أجل بيع 40% من حصتها العاملة في امتياز حقل تندرارة وترخيص استكشاف تندرارة الكبير، وفق ما جاء في بيان صحفي .
وكانت الشركة البريطانية قد أعلنت -في 9 غشت 2022- أنها بدأت عملية تحديد شريك لامتياز إنتاج حقل تندرارة وتصاريح استكشاف تندرارة الكبير وأنوال.

وأُدرجت شركة كالفالي في بورصة تورونتو حتى الاستحواذ عليها في عام 2016، إذ تشغّل أوكتافيا والشركات المرتبطة بها المربعين “إس-1″ و”9” في اليمن بإجمالي إنتاج يبلغ نحو 6 آلاف و200 برميل يوميًا، وصافي إنتاج يبلغ 3 آلاف و100 برميل يوميًا.

توفير موارد إضافية ضرورية
أعرب الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، عن سعادته بالمفاوضات الجارية مع شركة كالفالي، مشيرًا إلى أن الاتفاق من شأنه أن يموّل التطوير الإضافي لامتياز حقل تندرارة.

وقال ليون: “ستعمل الشركات الآن على توقيع وثائق معاملات نهائية، التي -عند اكتمالها- ستمكّن الأطراف معًا من التقدم بصورة مشتركة إلى قرار الاستثمار النهائي”، وفق تصريحاته التي اطلعت عليها منصة الطاقة.

وأضاف: “يسعدني -أيضًا- أننا جمعنا تمويلًا للشركة باستعمال تسهيلات دين بسعر ثابت قابل للتحويل، الذي يوفر للشركة موارد إضافية لمواصلة تنفيذ المرحلة الأولى من التطوير، والتقدم إلى تطوير المرحلة الثانية”.

وبموجب اتفاقها المبدئي مع السلطات المغربية، تمتلك شركة ساوند إنرجي 75% من الأسهم في امتياز حقل تندرارة وترخيص استكشاف تندرارة الكبير، في حين يمتلك المكتب الوطني المغربي للهيدروكربورات والمعادن حصة 25%.

ومن ثم، ستحتفظ الشركة البريطانية بحصة 35% من حصة التنقيب عن الغاز، حال إتمام اتفاقها مع شركة كالفالي، بحسب المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

حال إتمام الصفقة، ستوفر شركة “كالفالي” لـ”ساوند إنرجي” الأموال المطلوبة لإنتاج أول غاز في إطار خطة تطوير المرحلة الثانية من حقل تندرارة، مع تمويل تكاليف حفر بئر “تي إي-4 هورست”، مع إمكانات استكشاف تبلغ 273 مليار قدم مكعّبة من إجمالي الغاز في الموقع.

وستبدأ “كالفالي” بضخ مبلغ قدره 48 مليون دولار أميركي من تكاليف التطوير الممولة بأسهم رأس المال في المرحلة الثانية، وفقًا لقرار الاستثمار النهائي، فضلًا عن تمويل بنسبة 100% من تكاليف بئر “تي إي-4 هورست” من قبل “كالفالي” بحد أقصى 7 ملايين دولار.

كما ستموّل حصة 40% من تكاليف المرحلة الأولى، بما في ذلك إعادة صافي التكاليف إلى “كالفالي” بنحو 8 ملايين دولار أميركي (حتى يوليو/تموز 2023)، بحسب ما جاء في البيان الصحفي.

وستقدم الشركة الكندية التكاليف الإضافية للمرحلتين الأولى والثانية، إذا لزم الأمر، بناءً على اختيار ساوند إنرجي، التي يُمكن سدادها من الإيرادات المستقبلية.

كما اتفق الجانبان على تمويل يصل إلى 4 ملايين جنيه إسترليني (5 ملايين دولار)، من خلال إصدار سندات قروض قابلة للتحويل، لتزويد الشركة بالسيولة لحين تسلّم المبالغ المقررة.

تشمل المرحلة الأولى من تطوير حقل تندرارة بناء مشروع الغاز المسال صغير الحجم، في حين تتعلق المرحلة الثانية ببناء منشآت معالجة وخط أنابيب.

وأوضحت الشركة -في وقتٍ سابق- أنها انتهت من بناء ممر خط أنابيب تصدير غاز تندرارة بطول 120 كيلومترًا، مع الموافقة على الربط بخط أنابيب خط الغاز المغاربي الأوروبي الحالي.

في البداية، أعلنت الشركة في 23 يونيو 2022 أنها توصلت إلى اتفاق مع مجموعة التجاري وفا بنك -أكبر مجموعة مصرفية في المغرب- لتمويل المرحلة الثانية من إنتاج حقل تندرارة.

وتضمّنت الاتفاقية ترتيب “تسهيل دين كبير لمشروع طويل الأجل لمدّة لا تتجاوز 12 عامًا”.

ومع ذلك، كشفت ساوند إنرجي -في آخر تحديثاتها- عن تمديد مدّة التفاوض حتى 28 أبريل 2023.

وتهدف الاتفاقية إلى تغطية مبلغ إجمالي قدره 2.25 مليار درهم (215 مليون دولار)، سيُستفاد منها لتمويل جوانب محددة من المرحلة الثانية من إنتاج غاز تندرارة، بتكلفة إجمالية قُدرت بنحو 330 مليون دولار.

 

تفاصيل الصفقة
يشمل الاتفاق أن تموّل شركة “كالفالي” أول 7 ملايين دولار من تكاليف الاستكشاف في تصريح استكشاف تندرارة الكبير، وهي التكاليف المقدّرة لحفر بئر تي إي-4 هورست.

بالإضافة إلى ذلك، ستموّل “كالفالي” حصة الفائدة التشغيلية البالغة 40% من جميع تكاليف المرحلة الأولى إلى حد أقصى قدره 16.4 مليون دولار، التي ستتضمّن دفع حصة 53.33% من التكاليف المتأخرة المستحقة الدفع عند الانتهاء، تتألف من نحو 8 ملايين دولار حتى يوليوز 2023.

وحال تجاوز تكاليف المرحلة الأولى 41 مليون دولار، فإن “كالفالي” ستقدّم تمويلًا حتى 11.65 مليون دولار، وستحصل على إيرادات تعادل 0.9% فوق حصتها العاملة البالغة 40% من الإيرادات لكل مليون دولار من الأموال التي سحبتها “ساوند إنرجي” لمدة 5 سنوات من أول إنتاج من المرحلة الأولى لتطوير حقل تندرارة.

وبالمثل، حال تجاوز المرحلة الثانية تكاليف ما قبل الإنتاج وفقًا للتقدير الحالي، فستقدم “كالفالي” تمويلًا يصل إلى 10 ملايين دولار، وسيحق لها تلقي إيرادات تعادل 0.9% أعلى من حصتها العاملة البالغة 40% من الإيرادات، لكل مليون دولار من الأموال التي سحبتها “ساوند إنرجي” لمدّة عامين من أول إنتاج من المرحلة الثانية، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وحول إصدار السندات القابلة للتحويل، تتكوّن الشريحة الأولى من 2.5 مليون جنيه إسترليني (3.17 مليون دولار) مع سعر تحويل ثابت يبلغ 2.25 بنس للسهم العادي، بعلاوة تقارب 28% عن سعر الإغلاق البالغ 1.76 بنس للسهم العادي في 12 يونيو 2023.

وتتألف الشريحة الثانية من السندات القابلة للتحويل من 1.5 مليون جنيه إسترليني (1.9 مليون دولار) إضافية، التي يمكن لـ”ساوند إنرجي” سحبها في 13 ديسمبر 2023، أي بعد 6 أشهر من سحب الشريحة الأولى، ويُمكن سحبها في وقت أقرب إذا جرى الاتفاق بصورة متبادلة بين الشركة والمستثمر.

إستراتيجية ساوند إنرجي في المغرب
في سياقٍ متصل، أكد الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، أن الشركة كانت تمتلك حصة 47.5% من امتياز حقل تندرارة، قبل أن تشتري حصة شلمبرجيه البالغة 27.5%.

وقال ليون -في مقابلة اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة-، إن “حصة 75% كبيرة بالنسبة لشركة ساوند إنرجي لكي تتمكن من التقدم، ما دفعها إلى البحث عن شريك”.

وكشف ليون عن إستراتيجية الشركة في الوقت الحالي، قائلًا: “كنا في السابق شركة تركز على الاستكشاف، الآن نرغب في موازنة الأمر، نهتم بالتطوير وصولًا إلى الإنتاج وتحقيق التدفق النقدي بحلول العام المقبل، ولكن في الوقت نفسه، يمكننا العثور على المزيد من الغاز وجعله تجاريًا”.

وشدد على أن الشركة تركز -حاليًا- على تسليم المرحلة الأولى من مشروع الغاز المسال صغير الحجم، والوصول إلى قرار الاستثمار النهائي للمرحلة الثانية، والعمل مع الحكومة المغربية على إجراء المزيد من عمليات الاستكشاف.

وأشار ليون إلى أن الشركة وسّعت نطاق التمويل الذي كانت تمتلكه إلى أقصى حد ممكن، دون أن تضطر إلى وقف تقدمها في مشروعاتها أو أنشطتها، وقال: “لقد وجدنا المجموعة التي تقدم لنا تمويلًا انتقاليًا”.

طاقة

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي