لهيب الأسعار يدفع المغاربة إلى تأجيل عملية شراء الأضاحي

“العافية” هي الكلمة التي ترددت على لسان عدد من سكان الرباط وسلا ممن حاولوا اقتناء أضحية العيد  أمس، بعد أن سجل ارتفاع بحوالي 1000 إلى 1500 درهم  في أسعار الأضاحي مقارنة بالسنة الماضية ،ما دفع  الكثيرين إلى تأجيل الحسم في معركة الشراء التي ستخلف في جيوب العددين ثقوبا سيصعب رتقها ولو بالسلف.

الأسعار تترواح ما بين 2700 و4000 درهم للخروف المتوسط، وتتجاوز هذا الرقم  بكثير بالسنة لبعض الخرفان التي تبدو وكأنها أمضت السنة في ممارسة رياضة حمل الأثقال ليقترب ثمنها من راتب موظف سلم 11.

عدد من رواد الضيعات المختصة في بيع أضحية العيد يكتفون بالنظر والتربص بآذانهم للأثمنة التي يطلقها الباعة بثقة في النفس، لعملهم بان حجم الطلب الحقيقي لازال غير مكتمل في انتظار دخول الموظفين على الخط.

الأثمنة كانت مستفزة للبعض خاصة ممن يحملون عبء التفكير في شراء الأضحية شهورا قبل العيد مثل رجل في العقد الخامس وضع يده على خروف متوسط الحجم، قبل أن يسأل البائع عن ثمنه الذي وصل إلى 5800 درهم، وهو ما لم يرق له ليصرخ في وجه البائع  “علاش كي درتي ليها…”، ولم يقف عند هذا الحد بل واصل إطلاق العنان لغضبه  ليتمتم بكلمات غامضة وهو يغادر المكان.

عدد من سكان الرباط وسلا أصبحوا يفضلون اللجوء إلى المدن الصغيرة المجاورة المعروفة بتربية المواشي من أجل الحصول على خروف بثمن مناسب بعيدا عن الأسعار الصاروخية التي تميز أسواق المدن الكبيرة، والتي تزيد من نفخها تكلفة النقل ومبيت الشاحنات داخل الأسواق ، حيث أصبحت كل من الخمسيات وتيفلت قبلة لعدد من الراغبين في  شراء الأضحية مباشرة من المربي بعيدا عن تدخلات الشناقة التي تصب الكثير من الزيت على نار الأسعار.

الأسعار القاسية التي تتقاذف من أفواه الباعة تجد لديهم تبريرات جاهزة، ووسائل إقناع اكتسبوها بالممارسة، وهي الوسائل التي تختلف حسب طبيعة الزبون، حيث نجح أحدهم في إتمام صفقة البيع بعد أن أقنع الزبون بأن الثمن لا يهم مقارنة بالجودة.

كما قدم عددا من الشروحات، وهو يعرض أجزاء من الخروف محذرا المشتري من الخرفان المنفوخة ب”السكاليم والملحة والماء”، وقال “واش بغيتي تقولب  فلحم مجرجرة … خود المليح راه يستاهل ثمانو”، دون أن ينسى كشف أثمنة  وقائمة مواد العلف  التي التهمها هذا الخروف ومنها الشعير والنخالة.

يقول رجل مسن وضع يديه خلف ضهره وهو يتفقد الأضاحي لأفراد من عائلته رافقوه في رحلة الشراء في إحدى الضيعات بالكاموني بعد أن دخل  في مفاوضات عسيرة مع البائع “غي خدوا الخروف دابا راه السوق مازال غادي يطلع “، وهي النصيحة الذهبية التي  نفذها مرافقوه ،حيث توجهوا مباشرة نحو صاحب الخرفان لإتمام الصفقة دون الحاجة للتأجيل الذي قد يجعل البعض يدفع سعرا غاليا، علما أن المراهنة على ارتفاع الأسعار وانخفاضها في بورصة الأضاحي لا تعطي دائما نتائج صائبة .

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي