الودغيري: يجب إنهاء هيمنة اللغة الفرنسية بالمغرب بعيدا عن الأجندات السياسية

شدد عالم اللسانيات عبد العلي الودغيري  على أن الوضع اللغوي في المغرب مسود بالفوضى والتسيب، نتيجة تفوق اللغة الفرنسية التي تعود جذورها إلى فترة الاستعمار، وسياسة لغوية تستمر منذ الحقبة الاستعمارية.

في مداخلته خلال ندوة بعنوان “الوضع اللغوي في المغرب”، التي أقيمت في المعرض الدولي للكتاب بالرباط في 5 يونيو 2023، أشار الودغيري إلى أن اللغة الفرنسية تنتشر على حساب حقوق اللغتين الرسميتين في المملكة، وهما اللغة العربية واللغة الأمازيغية.

وأضاف أنه يبدو أن اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في المغرب بدلاً من اللغة العربية والأمازيغية. وأشار إلى أن اللغتين العربية والأمازيغية أصبحتا مجرد لغتين مساعدتين للفرنسية، وأن الفرنسية هي التي تستخدم بشكل رئيسي في الإدارة.

وشدد الودغيري على أهمية وجود توازن لغوي في المغرب يتمثل في اللغة العربية واللغة الأمازيغية، مع التركيز على التنوع اللغوي وتبني سياسة لغوية تعزز تطور جميع التعبيرات اللغوية المحلية والأجنبية، وتحافظ في الوقت نفسه على مكانة اللغتين الرسميتين ودورهما الأساسي في التعليم والإدارة والاقتصاد والحياة العامة. ودعا إلى ضرورة تقليل تأثير اللغة الفرنسية والحد من تفوقها.

وأكد الودغيري أيضًا أهمية وضع سياسة لغوية تضمن نمو التعبيرات اللغوية المحلية والأجنبية بشكل طبيعي.

وعبّر عن رفضه للأصوات التي تروج لوجود صراعات بين العربية والأمازيغية، مؤكدًا أن جميع المغاربة يجب أن يتحدوا وأن يسعوا للتنمية والتقدم بعيدًا عن التوترات العرقية والأيديولوجية.
وانتقد الودغيري أيضا استخدام الثقافة واللغة في الأجندات السياسية التي تتأثر بالسياسات الخارجية، حيث أشار إلى أن المغرب يتبدل في استخدام اللغات الأجنبية وفقا لتغير العلاقات الخارجية، مشيرا إلى أن العربية تم استهدافها في الماضي وأن الإنجليزية أصبحت اليوم بديلا لها.
وأكد أنه يجب الاهتمام بتطوير اللغات الوطنية قبل الانتقال إلى اللغات الأجنبية، وأن التركيز الحالي على هذه المسألة يهدف إلى تأجيل العمل باللغة العربية.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي