دعا عمر آيت مختار الناشط السابق في الجبهة الوطنية الجزائرية، الذي أعلن نفسه مرشحا للانتخابات الرئاسية القادمة (2024)، إلى تطبيع علاقات بلاده مع المغرب، مقدما نفسه باعتباره «مرشحا للسلام»، في انتظار أن يصبح «رئيسا لللسلام». وكشف آيت مختار في تصريح لموقع “مغرب أنتلجنس” الفرنسي، أنه “إذا انتخبت رئيسا للجزائر في عام 2024، سأتصل بالملك محمد السادس مباشرة، وأدعوه لزيارة الجزائر، أو سأنتقل شخصيا إلى الرباط لملاقاته”، دون أن يخفي غضبه من سلطات بلاده التي اختارت تصعيدا غير مفهوم ضد البلد الجار، وقطعت العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد مع جارتها الغربية التي اتهمتها بارتكاب «أعمال عدائية».
وعلى عكس المواقف والتصريحات الجزائرية المعادية للمغرب، التي أصبحت خطابا رسميا منذ أسقط الجيش الجزائري الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في ربيع 2019، يتبنى آيت عمر خطابا مهادنا حيث يعتبر أن المغرب “يشكل العمق الاستراتيجي لبلادنا والعكس صحيح. فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا والمغاربة إخوة لنا. لهذا يجب تطبيع العلاقات بيننا دون تأخير”، يوضح أيت مختار، الذي يعتبر أول من أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في الجزائر.
وفيما يخص قضية الصحراء، التي تعتبر عقدة المنشار في العلاقات الجزائرية المغربية، دعا المرشح الرئاسي إلى جعلها بين يدي منظمة الأمم المتحدة، متسائلا مع ذلك: “لماذا ندعم البوليساريو على حساب المغرب؟”، ومشددا على أن وجود علاقات جيدة مع المغرب تعتبر بالنسبة إليه قضية ذات أولوية كبرى، لأنها ستكون في صالح البلدين والشعبين لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة.
من جانب آخر، وفي شأن جزائري داخلي، دعا آيت مختار الذي يعيش متنقلا بين الجزائر وفرنسا إلى التهدئة في منطقة القبايل، قائلا: “يجب إحداث تغيير جذري لسياسة الدولة (الجزائرية) في القبايل، ومع مناضلي المنطقة الذين يرفعون مطالب مشروعة”، مشدد في دعوته، مرة أخرى، على أنه “مرشح السلام”، قبل أن يكون “رئيس السلام”.
للتذكير، فإن “الجبهة الوطنية الجزائرية” التي كان ينشط في إطارها عمر آيت مختار، هو حزب سياسي اشتراكي التوجه، كان يمثل الجناح السياسي لجيش التحرير الوطني منذ 1954. ويرأسه حاليا موسى تواتي، وسبق أن تحصل على المرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية للعام 2007. لكن الحزب لا يتبنى مواقف عضوه السابق ولا ترشحه لرئاسيات 2024.
ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي جزائري حول تصريحات عمر آيت مختار، لكن مواقع جزائرية هاجمته ودعت إلى تخوينه.
تعليقات ( 0 )