قصة اختراع البطاقات الصفراء والحمراء لكرة القدم

في يونيو 1962، سافر المدرس والحكم الإنجليزي كين أستون إلى تشيلي للتحكيم في كأس العالم. وطُلب منه تولي مسؤولية مباراة بين الدولة المستضيفة تشيلي وإيطاليا.

كلا الجانبين كان حريصاً على الفوز، لكن المباراة التي أقيمت صدمت الكثير من المتفرجين، إذ تحولت أرض الملعب إلى حلبة مصارعة. إذ استغرق الأمر 12 ثانية فقط لارتكاب الخطأ الأول في المباراة، ثم في الدقيقة الثامنة انطلق شلال العنف، حيث طرد كين أستون الإيطالي جورجيو فيريني لركله لاعباً تشيلياً، لكن كين الذي لا يتحدث الإيطالية اضطر إلى استدعاء زملاء اللاعب ومنظمي المباراة ومسؤولين من “فيفا” لإقناع اللاعب بالخروج من أرضية الملعب.
طرد أستون لاعباً إيطالياً آخر وأكمل “الآزوري” اللقاء بتسعة لاعبين، وفازت تشيلي في النهاية (2-0).

هذه المباراة التي سميت “معركة سانتياغو”، أغرقت الحكم الإنجليزي في التفكير لإيجاد طريقة لمعاقبة وطرد اللاعبين.

استوحى الحكم الإنجليزي فكرة البطاقات من إشارات المرور، يقول أستون: “عندما كنت أقود سيارتي في شارع كنسينغتون هاي ستريت، تحولت إشارة المرور إلى اللون الأحمر، حينها فكرت، أصفر، خذ الأمور ببساطة، أحمر، توقف، أنت مطرود، بكل بساطة”.

بدأ العمل بها في مونديال المكسيك 1970
وخلال دورة الألعاب الأولمبية بالمكسيك 1968 تم بداية الاعتماد على البطاقات الصفراء والحمراء بشكل تجريبي، وكانت الفكرة جيدة من جانب كين أستون، ووافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على تطبيقها في 1969 وتحديداً في 20 سبتمبر.

وبدأ التنفيذ الفعلي للبطاقات الصفراء والحمراء في كأس العالم 1970 بالمكسيك، والتي فازت بها البرازيل، لتكتب رقماً تاريخياً لها بأنها أول دولة فازت بلقب تم تفعيل فيه البطاقات الملونة.

الغريب أنّ تلك النسخة من كأس العالم لم تشهد إشهار أي بطاقة حمراء، فقد تم استخدام البطاقات الصفراء فقط في ذلك الوقت، ويُعتبر الحكم الألماني “كورت تشينشر” أول من أشهر البطاقة الصفراء رسمياً في تاريخ كرة القدم، وذلك خلال قيادته للمباراة الافتتاحية لمونديال المكسيك عام 1970.

وقام كورت تشينشر بإنذار “كاخي اساتياني” لاعب منتخب الاتحاد السوفييتي قبل أن يقوم كورت بعدها بإشهار 4 بطاقات صفراء أخرى في المباراة ذاتها.

وعلى الرغم من أن فكرة البطاقات خرجت من حكم إنجليزي، فإن إنجلترا لم تشارك في تطبيقها على مسابقة كرة القدم الخاصة بها، فقد تم استخدامها في الدوري الإنجليزي بعد ست سنوات من شروع “فيفا” في اعتمادها.

وفقاً لموقع Footchampion الرياضي، توقف استخدام هذه البطاقات في عامي 1981 و1987، لأن الحكم كان يعتبر من السهل جداً عليه إصدار البطاقات في أي وقت ولأي سبب، احتج العديد من اللاعبين حتى تم إيقاف استخدام البطاقات مؤقتاً.

في الأساس، يتم إعطاء بطاقة صفراء كتحذير للاعب، وتعطيه فرصة أخرى للبقاء في الملعب لبقية المباراة، في حين أن البطاقة الحمراء تعني أن اللاعب يجب أن يغادر الملعب فوراً.

ويتسبب تلقي بطاقتين صفراوين على نفس اللاعب في نفس المباراة إلى منحه بطاقة حمراء، ويضطر اللاعب إلى مغادرة الملعب.

عربي بوست

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي