دعا الرئيس الفرنسي ماكرون إلى “تهدئة” التوترات بين الجزائر والمغرب، مستبعدا نشوب حرب بين الجارين اللّدودين.
وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية بينها وبين المغرب في غشت2021، متهمة الرباط بارتكاب “أعمال عدائية”، في قرار اعتبرته الرباط “غير مبرر بتاتا”.
الى ذلك أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يطلب “الصفح” من الجزائريين عن استعمار فرنسا لبلدهم، وذلك في تصريحات أدلى بها في مقابلة مع مجلة “لوبوان” الفرنسية مساء الأربعاء.
وشدد ماكرون على أن “عمل الذاكرة والتاريخ ليس جردة حساب … (وأنه) يعني الاعتراف بأن في طيّات ذلك … أمورا ربما لا تُغتفر”. وأمُل ماكرون في المقابلة باستقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في باريس.
و في مقابلة مطولة أجراها معه الكاتب الجزائري كامل داود ونشرتها أسبوعية “لوبوان” الفرنسية مساء الأربعاء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يطلب “الصفح” من الجزائريين عن استعمار فرنسا لبلدهم لكنه يأمل أن يستقبل نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون في باريس هذا العام لمواصلة العمل وإيّاه على ملف الذاكرة والمصالحة بين البلدين.
وقال ماكرون “لست مضطراً لطلب الصفح، هذا ليس الهدف. الكلمة ستقطع كلّ الروابط”. وأوضح الرئيس الفرنسي أن “أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن نقول ‘نحن نعتذر وكلّ منّا يذهب في سبيله’”، مشددا على أن “عمل الذاكرة والتاريخ ليس جردة حساب، إنّه عكس ذلك تماماً”. وأضاف أن عمل الذاكرة والتاريخ “يعني الاعتراف بأنّ في طيّات ذلك أموراً لا توصف، أموراً لا تُفهم، أموراً لا تُبرهَن، أموراً ربّما لا تُغتفر”.
ومسألة اعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعماري في الجزائر (1830-1962) هي في صميم العلاقات الثنائية والتوترات المتكررة بين البلدين.
وفي 2020، تلقّت الجزائر بفتور تقريرا أعده المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا بناء على تكليف من ماكرون، دعا فيه إلى القيام بسلسلة مبادرات من أجل تحقيق المصالحة بين البلدين. وخلا التقرير من أي توصية بتقديم اعتذار أو بإبداء الندم، وهو ما تطالب به الجزائر باستمرار.
لكن الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن استعمارها لم تأت أبدا، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم بين الجانبين.
وساعدت الرحلة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر في غشت على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها بعد الأزمة التي أشعلتها تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي في أكتوبر 2021 واتهم فيها “النظام السياسي العسكري” الجزائري بإنشاء “ريع للذاكرة” وشكّك كذلك بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.
فرانس24 بتصرف
تعليقات ( 0 )