الذين يتباكون على تبخيس صورة السياسيين والأحزاب، وتسويد سمعة المؤسسات، عليهم فقط أن يطالعوا التبريرات المستفزة التي ساقها رجل يفترض أنه مؤتمن على حقيبة العدل بعد انكشاف فضيحة لوائح الناجحين في مباراة المحاماة.
المباراة التي وبدل أن تصنع لنا جزءا من نخبة هذا البلد تحولت لوزيعة وغنيمة لفائدة إبنه، وأبناء، وبنات، وأقارب و “الطاسيلة” ديال عدد من الوجوه المعروفة .
السي وهبي الذي هو محامي دافع عن هذه الفضائح بأسلوب “تخراج العينين” في مواجهة جميع الأدلة التي صنعت شوهة للمغرب، بعد أن غزت نفس الأسماء العائلية قوائم الناجحين التي انتقلت من 800 إسم إلى 2000 بطلب من الوزير وهبي بدعوى خلق مناصب شغل…..؟
وهبي الذي سلم له حزب خرج من رحم المخزن في زمن تحول فيه المشهد السياسي لمستنقع دون ضفاف، قال دفاعا عن تسلل واضح لابنه إلى قوائم الناجحين أن نجله المدلل حاصل على إجازتين من كندا.
كندا التي قال دون أن يرف له جفن أنها تشترط معدل 19 في الباكالوريا لولوج كلية الحقوق….. ليختم كلامه بأنه “لاباس عليه… ولهذا قرا ولدو فكندا…”
ليست هذه أول مرة يلجأ فيها وهبي للتهريج في أمور لا تستحمل ذلك، فقد سبق وسمعنا تصريحاته عن كونه يعرف لون “تقاشر” المغاربة …
كما سمعنا تفاهاته حول “ليلة القصارة” ضمن ملف يتعلق بإثبات النسب… لكن اليوم نحن أمام فضيحة متكاملة الأركان بالمفهوم القانوني.
فضيحة تمس ليس فقط مهنة المحاماة، بل مؤسسات البلاد، وسمعة المغرب، وهيبة هذه الدولة التي لا يمكن إطلاقا اختزالها في الهراوات والزرواطة التي تنهال على رؤوس من يطالبون بوقف مد الفساد الذي سيجرفنا جميعا اذا استمر الوضع على ما هو عليه.
فضيحة المحاماة رمت بنفسها علينا قبل أن نفيق من صدمة فضيحة تذاكر المونديال.
وقبل أن يفتح السي لقجع المغارة لنعرف الأربعين حرامي الذين تاجروا في تذاكر كلفت الدولة الملايير.
كما كادت أن تتسبب في أزمة مع بلد شقيق استثمر 220مليار دولار في مونديال تاريخي كاد أن يفسده “رباعة” من “الشلاهبية”.
اليوم نحن أمام نوع آخر من “الشلاهبية” ويتعلق بأسماء معروفة تزاحمت “زريعتها” في قوائم الناجحين في مباراة المحاماة.
مباراة أكدت ومن جديد أننا أمام حكومة رأسمالها نهب جيوب المغاربة و تفريخ أنواع جديدة من الريع، ووضع فضيحة تلو أخرى في السلة.
يكفي وسط هذا الحضيض أننا صرنا نملك رئيس حكومة كان المطلوب الأول في حملة المقاطعة.
كما يكفي سوط الغلاء الذي يلهب جيوب المغاربة يوما بعد يوم، في ظل حكومة تجتهد فقط في نفخ ثروات الأغنياء.
اليوم تأكد أن السي وهبي “وزير كندا” لا مكان له في الحكومة، لأن هذا الشعب أكبر من يدبر شؤونه من يحترفون التهريج ومقايضة القوانين بالصفقات.
اليوم صار ملحا أن يعود وهبي لمكانه في المحاكم لأن سروال الوزير واسع عليه، وسيسقط قريبا اذا استمر الرجل في مواجهة الرأي العام بأسلوب “لحلاقي”.
نعم ليس وهبي وحده من يجب أن ينزل من “كار” الحكومة لكن الرجل راكم صحيفة سوابق يعلمها الجميع بداية من اقتران إسمه بقضية تسريبات هاتفية حول ملفات قضائية عالقة، وانتحار غامض لسياسي معروف…. وصولا لتسريب أسئلة امتحان المحاماة، وفتح الباب لابنه الذي درس القانون الكندي… ونجح في امتحان حول القانون المغربي…. إنها فعلا معجزة…؟
وما خفي كان أعظم….
تعليقات ( 0 )