هل أصبح المغرب عقيما إلى الحد الذي يجعل التداول على المناصب والمسؤوليات محصورا في لائحة جد ضيقة، لا نكاد ننسى بعض وجوهها، حتى نصطدم بعودتها إلى الواجهة بقبعة جديدة، و”بصنطيحة” أكبر.
هذه العينة التي أدمنت المناصب والامتيازات، تأبى النزول من العربة،وتجد لها سندا قويا يؤمن لها البقاء في المشهد.
يحدث هذا بشكل متعمد لقطع الطريق على جريان النخب الذي من شأنه أن يوفر لنا نفسا إصلاحيا، ومسؤوليين يملكون أسلوبا جديدا في التعاطي مع مشاكلنا القديمة.
مسؤولين قادرين على فهم نبض الشارع وإبداع الحلول، عوض الارتهان لنفس الوجوه التي يعرف الجميع سجل سوابقها في التسيير.
كما يعرفون أن لا خير يرجى فيها، تماما كما هو حال السي المالكي الذي جربنا حنة يده في عدد من المناصب بعد أن سبق و باع القرد لآف الشباب المغاربة على عهد الحسن الثاني من خلال المجلس الوطني للشباب والمستقبل .
كيف نقنع المواطن إذن بمعيار الكفاءة، و بأهمية الانخراط في العمل السياسي، ونحن نشاهد أن بعض الأسماء لازالت ملتصقة بالكراسي والمناصب منذ عقود خلت، بل إن منها من جمع بين مناصب لا رابط بينها، لمجرد أنه يملك من يدافع عن ملفه ، أو يتقن طبخ الصفقات والمكائد السياسية التي تعبد له الطريق على حساب من يستحق فعلا.
تعيين المالكي ليس مجرد إشارة سلبية في توقيت جد سيء، بل هو رسالة واضحة لا تحتمل قراءة ما بين سطورها.
المغرب كما هو محتاج لنموج تنموي جديد بعدما وصلنا للطريق المسدود، فهو محتاج أكثر لوجوه جديدة قادرة على جعل المواطن يلامس تغييرا حقيقيا من شأنه أن يطرد السحب السوداء التي أصبحت تتزاحم في الأفق.
أما تمديد صلاحية نفس الوجوه التي بتنا نعيفها فهو هدر خطير للوقت، واستفزاز سيزيد حتما من حدة القلق الجماعي مما هو قادم.
لا ندري فعلا من الذي آمن بقدرة المالكي على المساهمة في إصلاح تعليم عمومي يعلم الجميع أنه لا يراد له أن يخرج من متاهته رغم إعلانه أولوية وطنية.
كما لا نملك تفسيرا للقوى الخارقة التي يملكها المالكي، والتي يراها فقط من منحوه التزكية لدى الملك مادام الرجل صار بعصا سحرية تؤمن له منصبا تلو آخر.
المناصب هي تكليف، وليس هدية توزع بمنطق الريع كما نبه الملك لذلك.
واقع يفرض على الوجوه المحروقة شعبيا، وتلك التي ورطتنا في الفشل الذي راكمناه في معظم المجالات، أن تترجل طوعا عن العربة، وأن تخلي الساحة للكفاءات التي يصر البعض على دفعها للرحيل، أو تركها تصدأ، وتجتر مرارة الاقصاء.
يحدث ذلك لتضمن نفس الدائرة استمرار احتكار المناصب والريع والسلطة والثروة في الوقت الذي تغرق فيه البلاد، ويشتد سخط العباد.
تعليقات ( 0 )